من يحرم المحاماة؟

بقلم / مصطفي ابو عطوان

هناك اعتقاء خاطئ راسخ مستكن عند بعض الناس مفاده إن مهنه المحاماه آثم من يمارسها ، في حين انهم عندما تقرع ابوابهم أتفه المشاكل يهرولون يبحثون عن محام لكي يخرجهم منها. فهم متناقضون يتكلمون بغير علم ، و لكن تلك الظاهره منتشره انتشار النار في الهشيم لدرجه انه تآبي بعض البنوك التعامل مع المحامون ، و كذلك يرفض بعض الاباء ان يزوجوا بناتهم للمحامي.

_ و لكن هنا لا يكون لنا مجال الا محاوله الاجابه علي بعض التساؤلات :-
اولا :- علي اي اساس يستندون في تحريمهم للمحاماه ؟ :-

عندما نتحدث عن الحرام و الحلال فإنه بالضروره يكون حديثنا عن الدين ، و بالنسبه للدين الاسلامي و المسيحي بحثت كثيرا و لكن وجدت انه لا يوجد نص قطعي الدلاله ينهي عن الاشتغال بالمحاماه ، و قد يقول شخص انه في أزمان الانبياء كانت لا توجد مهنه اسمها المحاماه ، و لكن هذا الكلام عاري تماما من الصحه ، و من منطلق المبدا الفقهي القائل (الامور بمقاصدها) بمعني ان نبحث في جوهر النص و ليس في ظاهره. نجد انه في قصه سيدنا موسي عندما كان خائف من قومه لانه قتل منهم نفسا ارسل الله معه اخيه هارون لانه افصح منه لسانآ. ايوجد مثال اوضح من ذلك علي تجسيد لمهنه المحاماه ؟
* يقولون ان المحام يدافع عن تاجر المخدرات و القاتل و هو يعلم بجرمهم :-

عندما ننظر للعاملين بمهنه المحاماه عبر التاريخ نجد انهم الفئه المتنوره في مجتمعهم لذلك كان من المستحيل في الماضي الذي هو ليس بالبعيد ان نجد محام يدافع عن قاتل و يعلم بآنه كذلك ، و لكن في الوقت الحالي نعم هذه الظاهره موجوده و واضحه للجميع و لكن هذه التصرفات تصدر عن قله من المحامون و ليس الاكثريه كذلك ، فتكون حجه هؤلاء المحامون الذين يدافعون عن القتله و هم عالمين بذلك انهم يحاولون تطبيق صحيح القانون او انهم يدافعون عن القانون فقط!! منطق عجيب ولكنه منطق خاطئ تماما لان المحام يملك شئ يسمي بالضمير و هو يعلم في قرارته انه مخطئ و مذنب لكنه يبحث عن مبررات و حجج تدعمه.
ثانيا :- هل لكثره المحامون علاقه بذلك الاعتقاد الخاطئ ان المحاماه حرام :-

لن اتحدث كثيرا عن عدد رؤساء الجمهوريه و قائدي المقاومات الشعبيه عبر التاريخ من المحامون لانه واضح للجميع ، و لكن قد يكون غير واضح عند معظم الناس ان المحاماه كان ينظر لها قديما علي انها مهنه العظماء او مهنه الجبابره و لكن حاليا قد يسميها البعض انها مهنه الذي لا مهنه له ، و ذلك لكثره اعداد المشتغلين بها بغير علم و لا قيم و لا اخلاق فهو يعمل بها بحثا عن شئ واحد فقط الا و هو المال و في سبيله يمكنه ان يكذب او يلفق القضايا او يغش او يدلس سعيا وراء المال فقط و قد ساعدت الدوله علي ظهور تلك الفئه و ذلك عندما تدني تنسيق القبول لكليه الحقوق لادني درجه ، و عندما انخفض مستوي التعليم في كليات الحقوق.

ثالثا :- هل يمكن للمحام وحده ان يسجن شخصا او ان يبرء اخر ؟

المحام هو احد اجنحه العداله فهو وكيلا عن الخصوم يحاول ان يعرفهم بحقوقهم القانونيه و يشرح وجهه نظره في القضيه محاولا اقناع القاضي بها ، و في الاخير بكل بساطه القاضي هو من يرجح كفه علي اخري فالمحامي يبدع في حجته ، فصيح اللسان و طبعا من الوارد ان يتآثر القاضى بذلك لانه في الاخير كلنا بشر و لكن في اعتقادي الشخصي ان نسبه تآثره ضئيله جدا اذا كان ذلك القاضي قاض كفئ يتآثر بالحق و الحق فقط و هذا ما نعهده في قضاؤنا.

الخلاصه :-
لا توجد مهنه علي وجه الارض لا يعمل بها شخص سئ او جاهل ، كل مهنه فيها و فيها و تلك سنه الله في عباده ، فمن كان يبتغي ان يعمل بمهنه لا يوجد بها مجال للخطا فسوف يتعب كثير و لم و لن يجد.
* رساله لمن يحرمون المحاماه :- عندما تتبنون فكره و تقتنعون بها لابد من طرحها للنقاش من جميع النواحي و الاهم من ذلك ان يكون ذلك الاقتناع مبني علي اسباب حقيقيه و ليس علي اوهام و ذلك اذا اردنا التقدم و الرقي في حياتنا.

علي عبدالجواد

صحفي مصري ، محرر بالمركز الإعلامي لنقابة المحامين ، حاصل على بكالوريوس في الإعلام - كلية الإعلام - جامعة الأزهر ، عمل كمحرر ورئيس قسم للأخبار في صحف مصرية وعربية.
زر الذهاب إلى الأعلى