رئيس الجمهورية بعيون الصحف القومية

بقلم: أحمد محمود سلام

مقام رئيس مصر من مقام مصر ومع تداول الحكام بتداول الأيام يضحي تمجيد الحاكم تلو الحاكم موضع تأمل الشعب الذي يعي جيداً أن الحاكم خادما للشعب وأن معيار بقاء الحاكم يستمد من الديمقراطية التي تعني أن إرادة الشعب هي من أوصلت الرئيس لكرسي الحكم وليس طموح فرد وثب إلي السلطة رغم أنف الشعب.

حديثي مقدمة لحديث دائم عن ديمومة أسلوب الصحف القومية المتمثل في الاحتفاء المبالغ فيه بالحاكم أيا كان نهجه. أيا كان اسمه والمحصلة استمرار أرض النفاق مثمرة بالغث من عبارات التفخيم والايحاء بأن مصر قد ولدت من جديد وقد حدث ذلك طوال عهد الرئيس مبارك رحمه الله طوال ثلاثون عاما كانت مصر فيها تحت قبضة رئيس يتشبث بالسلطة لايؤمن بالتداول الديمقراطي للسلطة حتي كاد أن يورثها لنجله ولكن الله سلم .

… اليقين أن حال مصر كان الأسوأ خلال عام حكم جماعة الإخوان لمصر من خلال مكتب الإرشاد ورئيس تابع اسمه محمد مرسي ورغم هذا هرولت الصحف القومية وراء جماعة الإخوان وقتها كانت الصحف القومية إخوانية التوجه والسياسة وهناك حديث شهير أجراه عبد الناصر سلامة رئيس تحرير الأهرام مع محمد مرسي كاد أن يؤلهه .!

… اليقين اذا أن الصحف القومية مع نظم الحكم من منطلق الولاء المطلق لأن الدولة من تعين رؤساء مجالس الإدارة ورؤساء التحرير ومن هنا غاب التعجب طالما عرف السبب أو بالأحرى إذا عرف السبب بطل العجب .

… بمناسبة مرور ست سنوات علي تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم مصر تولت الصحف القومية الأمر استباقا للمناسبة بأسلوب فج لتخرج الأهرام وأخبار اليوم عدد السبت 6يونيو في إصدار تسجيلي تحت عنوان ستة اعوام من الإنجازات قرين صور مكبرة بأسلوب معهود … انجازات الرئيس محل تقدير ومع بداية العام السابع له في الحكم كلمات قليلة تكفي عوضا عن صفحات تسجيلية لن يقرأها حتي القائمين علي أمر الصحف القومية .

… تكاليف الاصدار علي عاتق الدولة التي تترك الحال علي ماهو عليه نشرات يومية وغياب دائم للمرجو من الصحف القومية التي استعصي عليها بالأمر الانحياز المهنية .

.. لو كنت رئيسا لتحرير صحيفة قومية لاكتفيت بمقال قصير يشير للمناسبة قرين دعاء بالتوفيق لرئيس الجمهورية كي يكون علي قدر ثقة الشعب به من منطلق أن التاريخ يرصد أمانة الحاكم في أداء مهام منصبه إلي أن تنتهي فترة حكمه ليكمل رئيس آخر الرسالة بما إنتهي إليه السابق لأن الأشخاص إلي زوال ومصر هي الباقية وهنا ادعو كل رؤساء تحرير الصحف القومية المصرية إلي مطالعة الصحافة الأمريكية ليس لكي تسير علي نهجها لأن الأمر مستحيل ولكنها وقفة مع الضمير لأن المناصب لاتدوم والدنيا التي أتت اليكم في النهاية فانية .

…دعاء لمصر بصلاح الأحوال ..دعاء للرئيس أن يحقق لمصر ماتصبو إليه خلال فترة حكمه المتبقية .

علي عبدالجواد

صحفي مصري ، محرر بالمركز الإعلامي لنقابة المحامين ، حاصل على بكالوريوس في الإعلام - كلية الإعلام - جامعة الأزهر ، عمل كمحرر ورئيس قسم للأخبار في صحف مصرية وعربية.
زر الذهاب إلى الأعلى