الدور المهم للطب الشرعي في جريمة الاغتصاب

الدور المهم للطب الشرعي في جريمة الاغتصاب

بقلم: الأستاذ/ أشرف الزهوي

يؤدي الطب الشرعي دورا مهما في خدمة القانون وتحقيق العدالة، شهد الطب الشرعي تقدما هائلا، نجح في كشف معظم الجرائم وتحديد هوية مرتكبيها.

ويعتمد هذا العلم على إجراء التحاليل المعملية والفحوصات الطبية من خلال أجهزة طبية وتقنية مذهلة.

مع ذلك لا يخلو البحث من الاعتماد على الفراسة والذكاء في التوصل إلى الحقيقة لتأكيد هذه الفكرة يمكن أن نتابع الإجراءات القانونية التي يتم اتخاذها بمعرفة الطب الشرعي في قضايا الاغتصاب الذي يمكن تعريفه بأنه؛ مواقعة الرجل لأنثى مواقعة جنسية تامة دون رضاها، بأن يتم إيلاج قضيب الذكر في فرج الأنثى جزئيا أو كليا، ولا يشترط الإمناء لتتم جريمة الاغتصاب.

ولكي تتوافر أركان هذه الجريمة، يجب أن يتم الفعل بدون رضا المجني عليها، ورغما عنها، كما أن الرضا، يجب أن تتوافر فيه الشروط الآتية ليعتبر رضا الأنثى صحيحا، أن يكون عمر الأنثى ثمانية عشر عاما أو أكثر، وأن تكون الأنثى عاقلة وليست مجنونة أو معتوهه، كما يجب أن تكون في وعي تام وليست تحت تأثير مسكر أو مخدر كما يجب ألا تكون تحت تأثير تهديد مادي أو معنوي، وألا تتم الواقعة بالخداع بأن يتمثل الجاني شخصية الزوج.

يقوم الطب الشرعي بعدد من التدابير والإجراءات لإثبات هذا النوع من الجرائم، يبدأ بفحص كلا من الجاني والمجني عليها فحصا دقيقا، بحثا عن علامات وأعراض تشير إلى أن الواقعة الجنسية قد تمت دون رضا المجني عليها وهو ما يتم من خلال مقاومة الأنثى لهذا الاعتداء.

يبدو ذلك من الآثار التي تبدو على ملابس الجاني والضحية وكذلك بعلامات على جسديهما، وفحص الملابس يركز على آثار المقاومة من التمزقات والتهتكات وفقد الأزرار والبقع الدموية والآثار المنوية كما تشير فحص الملابس إلى مكان وقوع الجريمة مثل بقع الحشائش أو الطين…. إلخ.

أما بالنسبة لجسم المجني عليها، فيجب أن يأخذ الطبيب موافقة المجني عليها إذا كانت بالغة ورأى الحاضر معها كوليها إذا كانت قاصرا، ويركز الفحص على علامات المقاومة العامة في جسمها والعلامات الموضعية للاغتصاب بأعضائها التناسلية الخارجية.

تبدو علامات المقاومة العامة غالبا على هيئة سحجات ظفرية وكدمات صغيرة بالوجه وخاصة حول الفم، في محاولة من الجاني لمنع المجني عليها من الصراخ والاستغاثة، كما قد يوجد حول العنق والساعدين وكذلك وجود سحجات ظفرية وكدمات على السطح الداخلي للفخذين في حالة الأنثى العذراء نجد مزقا حديثا بغشاء البكارة وهو ما ييسر الأمر بعكس الحال للأنثى غير العذراء، لذلك فإن علامات المقاومة في جسم المجني عليها تكون أكثر وضوحا عن العلامات الموضوعية في الفرج.

يتم كذلك البحث عن البقع المنوية على الأعضاء التناسلية للأنثى وخاصة إذا كان شعر العانة ناميا حيث تعلق به الحيوانات المنوية، كما يفحص المني في حالة اهراقه بمهبل المجني عليها بواسطة اخذ مسحة من المهبل وإرسالها إلى المعمل السيرولوجي لفحص المني فيها، ويجب فحص المجني عليها وبحث إصابتها ببعض الأمراض التناسلية كالسيلان، فإذا تبين إصابة الجاني بذات المرض فإنه يعتبر قرينة على حدوث الموافقة الجنسية. يتركز دور الطبيب الشرعي في توثيق الإصابات والأدلة، بحيث يسهل إقامة الدعوى على الجاني أو تبرئته في حال ثبوت كذب الادعاء

ويراعى احترام حياء المجني عليها أثناء توقيع الكشف وإجراء الفحص لكل جسد المجني عليها مع تسجيل كل إصابة بالتفصيل ويستطيع الطبيب الشرعي أن يدلي برأيه، فيما إذا كانت الإصابات جائزة الحدوث في تاريخ الاعتداء من عدمه مع تحديد اليد التي تستخدمها المجني عليها اليمني أو اليسرى وذلك للتأكد من احتمال إحداثها للإصابات المشاهدة بجسدها بنفسها، إذا لاحظ الطبيب الشرعي وجود إصابات مفتعلة أحدثتها المدعية بنفسها.

أن السؤال الذي يبني عليه المحقق والطب الشرعي يتلخص في، ماذا يحدث عندما يحاول رجل أن يغتصب امرأة وهو ما سنعرضه لاحقا بإذن الله.

علي عبدالجواد

صحفي مصري ، محرر بالمركز الإعلامي لنقابة المحامين ، حاصل على بكالوريوس في الإعلام - كلية الإعلام - جامعة الأزهر ، عمل كمحرر ورئيس قسم للأخبار في صحف مصرية وعربية.
زر الذهاب إلى الأعلى