ياليلة العيد !

بقلم: أحمد سلام

مقدمات غياب العيد عن حياتنا إستمرت منذ سنوات خلت وصار الأمر بمثابة طقوس نحرص عليها ولا أقول نُجبر عليها . فيما يتعلق مع البشر ندرة في الأثر وفجيعة عند كل تعامل علي نحو صار فيه الجلوس في البيت خير عيد كي تسلم القلوب من مواجع جراء عموم القبح والجفاء ومن هنا كان البلاء المقيم الذي جعل إستقبال محاذير توقي فيروس كورونا غير صادمة لا جديد بشأن البقاء في البيت ولكن البقاء هذه المرة إجباريا ضمن قرارات أعلنها رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي عشية عيد الفطر المبارك أقساها علي النفس إستحالة صلاة العيد والبقاء إجباريا في البيوت منذ الساعة الخامسة مساء حتي السادسة صباح اليوم التالي منذ الأحد القادم وحتي الجمعة .
عشية عيد الفطر المبارك هذا العام الوباء القاتل إستلزم مواجهة مع يقين بأن الفوضي من الصعب السيطرة عليها تكفي نظرة إلي الأسواق والمتاجر زحام محموم لعمل كعك العيد وشراء ملابس للعيد رغم حظر التجوال والمحصلة زيادة إعداد المصابين بفيروس كورونا يوما بعد يوم جراء زحام النهار الذي هو كاف تماماً لحضد الأرواح .
….. العيد هذا العام هو الأول في حياة الجيل الحالي وبالمجمل الأحياء من المصريين وقد لزم عليهم البقاء في المنازل وقد حل شهر رمضان بلا صلاة في المساجد صلوا في بيوتكم نجاة من الموت ولكن زحام الشوارع غطي علي كل المحاذير .
…… صلاة العيد هذا العام في مسجد السيدة نفيسة وهو المسجد الذي تم تحديده لنقل شعائر الصلاة منه خلوا من المصلين فقط عشرون مصليا من العاملين في المسجد .
…. العيد هذا العام خلوا من صلاة العيد في الميادين والساحات والشعار الأثير إلزم بيتك تنجو من غوائل طاعون قاتل .
…..ويمضي شهررمضان هذا العام والحزن لايفارق وقد شاءت المقادير أن يكون حديث الحظر والمنع لِزاما ولا إعتراض .
….. نحن نعايش وباء يحصد الأرواح ولكن لا أثر لتغير طبائع البشر الجرائم كما هي والخطايا كما هي والعقوق كما هو والدنيا كما هي . !
….. لاسبيل إلا الله نرفع أكف الضراعة إليه كي تمر تلك المحنة وأن يُخفف عن عباده الهم والحزن في أيام ينشد فيها العباد الستر بكل ماتحمله كلمة الستر من معان .
….. في مثل هذه الأيام من كل عام نردد قول الشاعر المتنبي عيد بأية حال عُدت ياعيد .. ودائما لاجديد أيام تقضي دون الإحساس بوجود العيد . !
….. وتبقي رائعة أم كلثوم ليلة العيد موضع أحاديث أسي وقد لازمت قلوب المصريين جيلا فجيلا يُستحب الإستماع إليها ليلة العيد إستعادة لزمن رائع كان فيه إحساساً بقدوم العيد . ليضحي إسترجاع كلماتها موضع شجن واليقين القول هذا العام : ياليلة العيد وجعتينا . !
….. في هذا العام يحل العيد دون أثر للعيد علي وجه الأرض أو في القلوب . !
….. العيد هذا العام .. عيد الصابرين علي البأساء ولله البقاء …. عيد بأية حال عُدت ياعيد نداء في القلوب أجهزت عليه الخطوب .. أيام تقضي ولا راد لقضاء الله إنتظاراً لزمن قد يحل فيه العيد خلوا بما مضي مُقترنا بطعم العيد !.

علي عبدالجواد

صحفي مصري ، محرر بالمركز الإعلامي لنقابة المحامين ، حاصل على بكالوريوس في الإعلام - كلية الإعلام - جامعة الأزهر ، عمل كمحرر ورئيس قسم للأخبار في صحف مصرية وعربية.
زر الذهاب إلى الأعلى