نهر النيل أمن قومي

بقلم أ/ صالح حسب الله

إن نهر النيل يعتبر أمنًا قوميًّا مائيًّا؛ باعتباره ليس فقط أساس الاقتصاد المصري والتنمية في مصر، بل لأنه الأساس الذي تقوم عليه مصر وأساس وجودها؛ ومن ثم فإنه يجب على السياسة المصرية أن تقوم على أساس مبدأين، هما: تنظيم مياه نهر النيل، وتأمين وصول مياه نهر النيل بالقدر التاريخي، والحفاظ على حصة مصر من مياه النيل، وفقًا للاتفاقيات التاريخية والحقوق التاريخية المكتسبة.

وقعت مصر خمسة اتفاقيات ثنائية مع إثيوبيا، هي:

· بروتوكول روما (15 إبريل 1891): وقد تم توقيع هذا البروتوكول بين كلٍ من بريطانيا وإيطاليا، وقت الاستعمار الإيطالي لإريتريا، وقد تعهدت إيطاليا في ذلك الوقت، في المادة الثالثة من هذا البروتوكول، بعدم إقامة أية منشآت لأغراض الري على نهر عطبرة يمكن أن تؤثر على تدفقات مياه النيل إلى الدول الأخرى.

· اتفاقية أديس أبابا (15 مايو 1902): وهذه الاتفاقية وقعتها بريطانيا نيابة عن مصر وإثيوبيا، وقد تعهد الإمبراطور “,”منيليك الثاني“,”، ملك إثيوبيا، بعدم إقامة أو السماح بإقامة أي منشآت على النيل الأزرق أو بحيرة تانا أو نهر السوباط من شأنها أن تعترض سريان مياه النيل، إلا بموافقة الحكومة البريطانية والحكومة السودانية مقدمًا.

· اتفاقية لندن (13 ديسمبر 1906): وتم توقيع هذه الاتفاقية بين كلٍّ من بريطانيا وفرنسا وإيطاليا، وينص البند الرابع منها على أن تعمل هذه الدول معًا على تأمين دخول مياه النيل الأزرق وروافده إلى مصر.

· اتفاقية روما 1925: وهي عبارة عن مجموعة خطابات متبادلة بين بريطانيا وإيطاليا في العام 1925، وتعترف فيها إيطاليا بالحقوق المائية المكتسبة لمصر والسودان في مياه النيل الأزرق والأبيض وروافدهما، وتتعهد بعدم إجراء أي إشغالات عليهما من شأنها أن تنقص من كمية المياه المتجهة نحو النيل الرئيسي.

· إطار التعاون: والذي تم توقيعه في القاهرة في الأول من يوليو 1993، بين كلٍّ من الرئيس المصري “,”محمد حسني مبارك“,” ورئيس الوزراء الإثيوبي “,”ميليس زيناوي“,”، وكانه لهذا الإطار دور كبير في تحسين العلاقات المصرية الإثيوبية.

ولقد تمكنت إثيوبيا منذ بداية هذا القرن من أن تصبح قوة إقليمية في المنطقة، بدعم صهيوني ودفعها لمحاربة النفوذ المصري – السوداني في المنطقة، بل واحتوائها أيضًا، واستعرضت قوتها العسكرية الصهيونية، فحقيقة الأمر أن الحرب على نهر النيل هى امتداد لحرب أكتوبر انتقل ساحتها من سيناء إلى منابع نهر النيل ، يجب الدفاع عن الأمن القومي المائي قبل أن تبيع لنا إسرائيل لتر الماء بسعر أعلى من لتر البنزين.

علي عبدالجواد

صحفي مصري ، محرر بالمركز الإعلامي لنقابة المحامين ، حاصل على بكالوريوس في الإعلام - كلية الإعلام - جامعة الأزهر ، عمل كمحرر ورئيس قسم للأخبار في صحف مصرية وعربية.
زر الذهاب إلى الأعلى