ميثولوجيا الأدب وعلاقتها بالقانون

كتبه: أحمد خميس غلوش

قل انظروا ماذا فى السماوات والأرض، آية (101) سورة يونس ..

‏ يمكن القول بأن من أهم ثروات وكنوز أى مجتمع ، هم مبدعوه .. فمن أرحامهم : ( تولد الابتكارات – الاختراعات -الأفكار وعلوم كافة ) ، والتى بدورها تسهم فى خلق أجيال من المثقفين -العلماء -الأدباء -الفلاسفة – القادة، والقانونيين …… إلخ .
وهذه الأجيال تعتمد عليها الإنسانية على مر العصور فى تقدمها الحضارى والإنسانى( العلمى والثقافى ) على حد سواء .
‏ وهنا نلقى مزيدا من الضوء على جيلين فقط وهما ” القانونيون والأدباء “.
‏ فلا شك أن ميثولوجيا الأدب – ترتبط بشكل كبير مع طبائع القانون ؛ فهما يمشيان على نفس المنهج البحثى .
‏ فالمتأمل لكلمة ” ميثولوجيا ” يرى أن أصلها يونانى ،وتعنى مجموعة الفلكلور والأساطير الخاصة بالثقافات التى يعتقد أنها خارقة ، فهى علم إنسانى يبحث فى أساطير الأولين وحياتهم وظواهرهم ، وكذا تاريخهم . كذلك ….. رجل القانون فلفظة تلك الأخير يأتى أصلها من اليونان أيضا ، وهو علم إنسانى مهتم بدراسة الوقائع وتفحيصها واستناج الأحداث من خلال استقرائها فهو أيضا يبحث فى طبائع البشر، ويجول بين أفكارهم مثل الأدب الذى ينقل ويترجم الواقع بكل مافيه .
‏…. فالأديب هو رجل قانون يحقق فى كافة المشاعر والأحداث التى تمر بوجدان المجتمع فيقوم بوزن الأمور وتنقيحها من أجل صياغة تشريع ناموسه الذى يرضى ذائقته ،،، كذا القانونى فهو أديب يحلل – ينقد – يؤثر -يتأثر – يفند الوقائع والأحداث ويستخدم دوما ميزانه الفكرى مستخلصا النتائج والدراسات التى تنتج له قاموسه المعرفى ووعيه الخاص بمشكلات وهموم الشعوب ، فهما دائما فى علاقة طردية .
‏ ومن الأدباء القانونيين والقانويين الأدباءالكثير والكثير ، ومن بعض الأمثلة :- (( أحمد شوقى – طلعت حرب – قاسم أمين – نزار قبانى – الوزيرأحمد جمال الدين موسى – الأديب محمد مندور – السيناريست أحمد عبد الله – توفيق الحكيم والأديب / يحيى حقى ، والفقيه المفكر / رجائى عطية و……………. غيرهم ..
يقول وكيل النائب العام / توفيق الحكيم فى كتابه ” أنا والقانون والفن ” ويحكى عن إعجابه : من طرفة اللص سارق الدجاجة ، ومدى بلاغته وبراعته الفنية أمام القاضى وتشكيكه وسفسطته اللغوية فى وصف وتكييف جريمة السرقة ، واستخدامه لميثولوجيا أدبية قانونية برغم عدم تعلمه .
‏ وفى أواخر القرن التاسع عشر نجد كبار الكتاب والشعراء الأمريكيين فى تصريحاتهم
مثل ” توماس بولفينش – وناتانيال هاوثورن ” ينادون بأن دراسة الميثولوجيا هى مطلب أساسى لفهم الأدب الإنكليزى والأمريكى ..
‏ ونحن نرى أنه لا غنى للمبدع عن دراسة القانون أو الاضطلاع عليه فهو بحق مزيج من العلوم المتنوعة التى ثثرى الوجدان ، فهو والأدب معا يشتغلان بميثولوجيا الكتابة .
‏ فهل يمكن أن يكون قولنا الآتى مشروعا ،، وهل يعتبر قانونيا أم أدبيا أم مبالغا فيه ؟؟؟؟ ………” إن ميثولوجيا الأدب تشبه كائنات خرافية – يقدسها الأدباء ، ويحاول القانونيون – تقديم القرابين ” ..

علي عبدالجواد

صحفي مصري ، محرر بالمركز الإعلامي لنقابة المحامين ، حاصل على بكالوريوس في الإعلام - كلية الإعلام - جامعة الأزهر ، عمل كمحرر ورئيس قسم للأخبار في صحف مصرية وعربية.
زر الذهاب إلى الأعلى