من واقع عالم المحاماة (3)

بقلم:  رءوف أحمد مصطفى

محاكم دبي باعتبارها أحد النماذج التي أوجدت حلاً في تسيير الجلسات القضائية رغم وجود فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
كنت قد عرضت لكم في المقال السابق من واقع عالم المحاماة (2) الخطوة الكبيرة التي اتخذها المشرع المصري عندما أصدر القانون رقم 146 لسنة 2019 بتعديل أحكام قانون إنشاء المحاكم الإقتصادية الصادر بالقانون رقم 120 لسنة 2008.
وأشرت فيه إلى أن هذا القانون وضع المنظومة القضائية المصرية على الطريق الصحيح بالنسبة للمحاكم الإقتصادية بصفة خاصة ومهد الطريق في ذلك للمحاكم العادية بصفة عامة في الطريق نحو التطور الإلكتروني المنشود، ومع الوضع الحالي الذي نشهده وتشهده دول العالم، كان لابد من اتخاذ خطوات سريعة للحد من تراكم القضايا وتأخر الفصل فيها، والاتجاه نحو طرق غير عادية لا تتعطل فيها أعمال المحاكم رغم هذا الظرف القهري الذي لم يشهده عالمنا الحديث في هذه الألفية من قبل!
وآثرت هنا أن اتخذ نموذجاً من دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وهو “محاكم دبي” لأعرض من خلاله مدى سهولة ويسر العمل الإلكتروني وليكون تطبيقاً عملياً لما عرضته في مقالي السابق من ضرورة الأخذ بالطريق الإلكتروني لعمل المحاكم في مصر.
محاكم دبي هنا لديها موقع إلكتروني وهو www.dc.gov.ae
وقد نظموا فيه خطوات مبسطة لمباشرة المحامي أو العميل عمله في حضور الجلسة عبر ما أعلنوا عنه من خلال صفحة محاكم دبي على موقع الفيسبوك حيث نشرت الصفحة بالأمس يوم السبت الموافق 18/4/2020 منشوراً ذكرت فيه: “سيتم استئناف جلسات القضايا في محاكم دبي عبر الاتصال المرئي بدءًا من يوم الأحد 19 أبريل”.
وبمطالعتي لصفحتهم على موقع الفيسبوك وموقع المحكمة الإلكتروني، وجدت آلية مباشرة عمل الجلسات القضائية عن بعد بنظام الاتصال المرئي، والتي تتم عبر الطريق الآتي:
– يتم أولاً الدخول على الموقع الإلكتروني الخاص بالمحكمة وهو www.dc.gov.ae.
– ثم اختيار “الخدمات الإلكترونية العامة”.
– بعد ذلك يتم اختيار “جداول جلسات القضايا” وتظهر بعد ذلك الدوائر القضائية ككل، ويقوم المحامي باختيار الدائرة القضائية التي فيها الجلسة الخاصة به، ولتكن مثلاً بتاريخ اليوم الأحد الموافق 19/4/2020 ، الدائرة المدنية كذا.
– ووضعوا برنامجين ينبغي تحميل أحدهما حسب الجهاز المستخدم من حاسب آلي أو هاتف ذكي.
– ثم تصلك رسالة بعد ذلك عبر البريد الإلكتروني المسجل لدى المحاكم يحتوي على رابط للإنضمام للجلسة، وبعد الضغط على هذا الرابط سيقوم بنقلك إلى المتصفح للإنضمام إلى الجلسة.
– ستظهر لك شاشة لتقوم بإدخال اسمك للدخول للجلسة.
– وأخيراً تنتظر حتى يتيح لك أمين السر الدخول للجلسة.
هذه الآلية البسيطة قد يكون تطبيقها في مصر مع الوقت أمراً وارداً جداً، في ظل هذا الظرف القهري الذي نعيشه من جائحة كورونا، حفظ الله الجميع.
وعليه فإني أتمنى أن يتم تفعيل مثل هذا النموذج في محاكمنا المصرية ولو بشكل جزئي وتدريجي، فرغم صعوبة ما تمر به البلاد من ظروف لم يشهد العالم مثلها من قبل، ونحن قادرين على تخطيها بإذن الله تعالى، إلا أن هذا الوقت قد يكون الأمثل لتطبيق هذه الآلية التي من شأنها أن تحفظ حقوق المتقاضين، وتقلل من نسبة حضور المحامين والعاملين في المحاكم، وأن تسير من خلالها أعمال السادة المحامين التي شهدت توقفاً أضر بالسواد الأعظم منهم، ويكون ذلك أدعى لعدم تراكم القضايا بين جدران المحاكم، وتأخر الفصل فيها مع مرور الوقت.

علي عبدالجواد

صحفي مصري ، محرر بالمركز الإعلامي لنقابة المحامين ، حاصل على بكالوريوس في الإعلام - كلية الإعلام - جامعة الأزهر ، عمل كمحرر ورئيس قسم للأخبار في صحف مصرية وعربية.
زر الذهاب إلى الأعلى