مسئولية الطبيب عن الأخطاء الطبية

بقلم الأستاذ/ أشرف الزهوي المحامي

مهنة الطب من المهن التي تعتمد على الثقة والعلم والأمانة. يتعرض المريض احيانا لبعض الآثار المضاعفات عقب التدخل الطبي أوالجراحي، فما هو الخطأ الطبي الذي يمكن معه، مساءلة الطبيب؟
لاتتحقق المسئولية الطبية اذا كانت الآثار والمضاعفات الطبية متعارفا عليها، أي انها نتيجة محتملة لهذا العمل الطبي، ولا يمكن تجنب حدوثها، كذلك اذا كانت هذه المضاعفات غير متوقعة، لمن هو في درجة وتخصص من قام بالعمل الطبي. ويعتمد في ذلك على المعيار الموضوعي وليس الشخصي. ان الطبيب الذي يعالج المريض لايضمن النتائج، ولكن عليه اتخاذ الاصول الطبية اجراءيا وعمليا وعلميا في مثل هذه العمليات التي يقوم باجراءها دون إهمال أو تقاعس. يتوافر الخطأ غير العمدي اذا لم يطابق سلوك الطبيب مستوى الحيطة والحذر الذي يصل إليه الرجل المعتاد على أن قياس الخطأ يظل مرتبطا بالظروف الشخصية لكل شخص على حده مما يقتضي أن يكون المعيار الموضوعي واقعيا. يدخل في تحديد التزام الطبيب عند تقدير الخطأ مستواه المهني فالممارس العام يختلف عن الاخصائي الذي يختلف عن الاستشاري وهكذا. يختلف الحال وفقا للظروف التي يعمل فيها الطبيب ومستوى الأجهزة الطبية التي يعتمد عليها. مثال لذلك عندما نقارن بين الطبيب الذي يعمل في مستشفى متكامل يملك أحدث الأجهزة الطبية والأشعة التشخيصية وذلك الطبيب الذي يعمل في أروقة المستشفى وهو يسابق الزمن في ظل انتشار وباء كورونا، وتزايد أعداد المصابين لإنقاذ مايمكن إنقاذه، وأن كان عمل هذا الأخير لايخلي مسئوليته عن اتباع الأصول الطبية التي يجب مراعاتها في مثل هذه الظروف. ان الحديث عن مسئولية الأطباء يجب أن يراعي الأصول الطبية في ظل هذا التقدم التقني والطبي مع توفير أعلى معدلات الأمن والأمان للطبيب لكي يمارس عمله بثقة واطمئنان، لأنه لا مجال للأيدي المرتعشة في مجال الطب.

علي عبدالجواد

صحفي مصري ، محرر بالمركز الإعلامي لنقابة المحامين ، حاصل على بكالوريوس في الإعلام - كلية الإعلام - جامعة الأزهر ، عمل كمحرر ورئيس قسم للأخبار في صحف مصرية وعربية.
زر الذهاب إلى الأعلى