كيف يستفيد المحامي من الإنترنت ؟

بقلم الأستاذ / محمد شمس الدين المحامي

“إِنَّ المُحَامِي بِغَيْرِ عِلْمٍ كَسَاعٍ إِلَى الهَيْجَا بِغَيْرِ سِلاح”
والهيجاء هي ” الحرب ”
كلمات قالها المحامي الأستاذ محمد شوكت التوني – رحمه الله – في كتابه ” المحاماة فن رفيع “، كلمات تلخص أهمية أن يتسلح المحامي بالعلِم والمعرفة، وأن يطرق أبواب التطور والتكنولوجيا بقوة، وأن لا يكتفي بعلم السابقين وتجربتِهِم وطريقتهم، وإلا كان تقليديا تائها بين المتشابهين. بل يجب أن يكون مميزا، يبني على ما اكتسبه من خبرة السابقين ما تقدمه له التكنولوجيا اليوم، ومن أفضل إنجازات التكنولوجيا في وقتنا الحالي، هو الإنترنت
والآن، كيف يستفيد المحامي من الإنترنت؟

أولا: تحميل الكُتب والموسوعات القانونية القيمة – مجانا –
كلنا نعرف أن الكتب والموسوعات القانونية القيمة، باهظة الثمن، خصوصا بالنسبة للمحامي الشاب، الذي يحتاج لآلاف الجنيهات حتى يستطيع بناء مكتبة قانونية يُعتمد عليها.
لكن اليوم يمكن أن تستفيد من شبكة الإنترنت، في تحميل عدد كبير جدا من الكتب والموسوعات القانونية المتاحة –مجانا-، يكفينا وجود العم جوجل فهو دائما في الخدمة، مع التأكيد على ضرورة احترام حقوق الغير.

ثانيا: الاشتراك في موقع هيئة المطابع الأميرية بسعر رمزي
أبرمت نقابة المحامين المصرية بروتوكولا عظيما مع هيئة المطابع الأميرية، والتي تعتبر أضخم موسوعة قانونية في مصر، من خلالها يمكن أن تستفيد من كافة إصدارات المطابع الأميرية المتوفرة في موقعها على الإنترنت، مثل الاطلاع على كافة أعداد الجريدة الرسمية والوقائع المصرية، وكافة القوانين، وكافة أحكام محكمة النقض وأحكام المحكمة الدستورية والمحكمة الإدارية العليا وفتاوى مجلس الدولة، وأكثر من ذلك بكثير.
كنز حقيقي، يغنيك عن ألف مكتبة.

ثالثا: التعلم وتطوير الذات
قيل: “لا يزالُ المرءُ عالما ما طلب العلم، فإذا ظن أنه علِم: فقد جهِل”
والمحامي الناجح، ليس هو المحامي الذي يكتفي بما وصل إليه، وإنما هو المحامي الذي يسعى دائما إلى تطوير نفسِه، ويمكن أن يستفيد المحامي من الإنترنت لتحقيق ذلك، عن طريق الآتي:

1- تقوية اللغة العربية
اللغة العربية بالنسبة للمحامي كالهواء بالنسبة للإنسان، فإن لم يكن المحامي متحدثا وكاتبا جيدا باللغة العربية، فإنه يحكمُ على نفسه بالفشل. ويستطيعُ المحامي أن يستفيدَ من الإنترنت في تقوية لغته العربية عن طريقِ قناةِ فريدةِ من نوعها على اليوتيوب تسمى “قناةَ عنادل”، وأيضا قناة “طليق” المميزة جدا في تعلّم اللغات، وأخيرا قناة “قانونيون منهجيون” الرائعة جدا على يوتيوب، والمهتمة بتعليم مهارات اللغة العربية ومهارات اللغة القانونية. كل ذلك على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر، ابحث وانطلق بنفسك ستجد كل ما يُرضيك ويُشبع رغباتك.

2- تقوية اللغة الإنجليزية
اللغة الإنجليزية ميزة إضافية قوية دائما، وإن كانت اللغة العربية تفتح بابا للمحامي فإن اللغة الإنجليزية تفتح أبوابا كثيرة. ويُمكن أن تستفيد من الإنترنت في تقوية اللغة الإنجليزية، عن طريق قناة مميزة جدا في هذا المجال هي قناةZAmericanEnglish” ” و قناة “طليق” على اليوتيوب. بالطبع الأمر غير مقتصر على الإنجليزية فقط، الإنجليزية مجرد مثال، وإن كانت أهم مثال.

3- الاستفادة من فيسبوك
صفحات ومجتمعات المحامين على فيسبوك، هي بيئة صحية جدا للمحاماة والمحامين، إذا اعتبرناها فرصة للتعارف والتعاون وتبادل الخبرات وتواصل الأجيال، ويوجد عدد من الأساتذة المحامين على خُلُق وعِلم لا يبخلون بنشر الكثير من المشاركات المفيدة جدا في هذا المجال، حاول أن تستفيد على قدر ما تستطيع. اجعل من فيسبوك مكان عِلم واستفادة، غير مشتت لك!

4- الاستفادة من يوتيوب
قناة نقابة المحامين المصرية
نقابة المحامين الرسمية هي أهم قناة يُمكن أن تستفيد منها على يوتيوب، ستجد فيها عدد كبير من المرئيات والمحاضرات القانونية الهامة لكبار السادة المحامين والمتخصصين. وستجد عموما على يوتيوب قنوات كثيرة قيمة لزملاء محامين لا يبخلون بتقديم محاضرات وشروح في القانون رائعة جدا.
قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي على يوتيوب!
لا داعي للاستغراب فالأفلام الوثائقية مفيدة جدا في توسيع مدارك المحامي في مختلف المجالات، والمحاماة ليست قانونا فقط، القانون في حقيقة الأمر هو تجسيد للواقع، والواقع متغير ومتطور باستمرار.
رابعا: بناء العلامة التجارية وتقديم الاستشارات القانونية على الإنترنت
يمكنك التسويق لاسمك ومكتبك وتقديم الاستشارات قانونية من خلال الإنترنت، ويمكنك الوصول إلى موكلين بينك وبينهم أميال، المهم أن تعرف كيف تبني العلامة التجارية الخاصة بك وتقدم الخدمة باحتراف. وللموضوع تفاصيل كثيرة يُمكن أن نتناولها في مقال خاص بإذن الله
أخيرا: مواكبة التكنولوجيا بشكل عام ضرورة مُلِحة
للأسف بعض السادة المحامين لا يستطيعون حتى كتابة صحيفة الدعوى بأنفسهم على برنامج Microsoft Word، فبينهم وبين التكنولوجيا قطيعة، ومنظومة التقاضي الالكتروني والمحاكم الالكترونية على الأبواب … فكم محام مستعد لها؟؟
من لا يتقدم … يتقادم
ومن لا يتطور … يتدهور
• تنويه: الصفحات والقنوات والمواقع المذكورة في المقال على سبيل المثال، وليس على سبيل الحصر، وإن كانت أهم أمثلة من وجهة نظري.

كل الأمنيات بالتوفيق والسداد لكل محام مجتهد،

 

علي عبدالجواد

صحفي مصري ، محرر بالمركز الإعلامي لنقابة المحامين ، حاصل على بكالوريوس في الإعلام - كلية الإعلام - جامعة الأزهر ، عمل كمحرر ورئيس قسم للأخبار في صحف مصرية وعربية.
زر الذهاب إلى الأعلى