قضية سفاح تويتر

كتبه: بسمه يحيى

هذا هو الوصف الذي تصدر عناوين الصحف اليابانية بشأن شخص يدعي تاكاهيرو شيرايشي، حيث أنه كان يستخدم منصة تويتر لتواصله مع ضحاياه.

تاكاهيرو شيرايشي من كاناغاو شرق اليابان، ولد عام ١٩٩٠، وكان منذ صغره يحب قراءة أخبار المنتحرين، لدرجة أنه وضع إعلان لمن يريدون الانتحار إخباره بمكان ووقت تنفيذ قرارهم، ليراقبهم وهم يموتون.

بعدما بلغ شيرايشي ٢٩ عامًا أنشأ حساب في موقع التواصل الاجتماعي تويتر، وغرد: «أريد تعليم الناس الطريقة الصحيحة للانتحار، ومن يصعب عليه ذلك لا يتردد في التواصل معي».

وأصبح يبحث في تويتر عن الراغبين بالانتحار، وكانت هذه طريقته في استدراج ضحاياه، حيث تمكن من مقابلة ٨ فتيات.

كانت لدى هذا السفاح الذي يطلق عليه «سفاح تويتر»، طريقته الخاصة، فقد كان يقابل الفتاة ويستدرجها لشقته، ثم يعتدي عليها، ويعطيها مهدئ، وبعد ذلك يقوم بتقطيعها إلى أوصال بمنشار كهربائي، ويضعها في ثلاجة.

أحد الأشخاص كان صديق إحدى الفتيات، وعند بحثه عنها علم أن تاكاهيرو شيرايشي آخر من تواصل معها، وذهب إليه فاستقبله ثم قتله، وهو الذكر الوحيد الضحية كان عمره ٢٠ عامًا.

سُلطت الأضواء لأول مرة على عمليات القتل المتسلسلة، عندما كانت الشرطة تحقق في اختفاء فتاه بعد أن أبلغ شقيقها عن اختفائها، والتي اتضح لاحقا إنها إحدى ضحايا شيرايشي.

ووجدت الشرطة الفاجعة بمنزل شيرايشي، عندما ذهبت إلى منزله، لأن الفتاة كانت آخر من تواصلت معه، وشاهدت الشرطة أوصال الضحايا، وعثروا على المنشار الكهربائي في غرفة نومه.

وفي التحقيقات قال المجرم إنه كان يريد فعل الخير في مساعدتهم على الانتحار بإنهاء معاناتهم النفسية.

اعتقل تاكاهيرو شيرايشي في ٣٠ أكتوبر عام ٢٠١٧ في العاصمة طوكيو، وقال للمحكمة إن المزاعم ضده كلها صحيحة.

وكان لمحامي المتهم رأي فيما نسب إليه من تهم، حيث قال إن التهم الرسمية الموجهة إلى موكله ينبغي تخفيفها، مبررًا ذلك بأن الضحايا وافقوا على قتلهم، وتكون التهمة هي القتل بالموافقة، وتنطوي هذه التهمة على عقوبة بالسجن تتراوح ما بين ٦ أشهر و٧ سنوات.

وقال رئيس المحكمة إن حالة شيرايشي العقلية تسمح بتحمله المسئولية عن قتلهم.

كانت جرائم شيرايشي في غضون شهرين قبل القبض عليه، فقد كانت في أغسطس وأكتوبر من عام ٢٠١٧.

وقال شيرايشي قبل محاكمته إنه لن يطعن على الحكم حتى لو كان يقضي بإعدامه.

بيد أن التقارير تشير إلى أن أقوال شيرايشي اختلفت مع محاميه، حيث قال إنه قتل ضحاياه بدون موافقتهم، وتم إعدامه يوم الثلاثاء ١٥ من ديسمبر عام ٢٠٢٠.

تسببت هذه الجريمة في تغيير تويتر لقواعده، إذ أدخل عليه تعديلات حتى لا يروج المستخدمون أو يشجعوا الانتحار وإيذاء النفس.

علي عبدالجواد

صحفي مصري ، محرر بالمركز الإعلامي لنقابة المحامين ، حاصل على بكالوريوس في الإعلام - كلية الإعلام - جامعة الأزهر ، عمل كمحرر ورئيس قسم للأخبار في صحف مصرية وعربية.
زر الذهاب إلى الأعلى