قانون ساكسونيا

كتبه: الأستاذ / أحمد البيه

الكثير منا يسمع عن قانون ساكسونيا وقد لا يعلم البعض ما قصة هذا القانون ؟! وقد يتساءل البعض الآخر لماذا يتردد هذا القانون على مسامعنا فى الحياة و على الشاشات فى الحالات التى لايطبق فيها القانون ولا تقام العداله او كما يعتقد البعض كذلك ؟!

ولعلى اذكر فى طفولتى ولاول مره اسمع عن هذا القانون كان فى فيلم من بطولة عادل امام وفريد شوقى “الغول” وذلك عندما يحكم القاضى على المتهم بالبراءه وفقا للماده ٣٠٤ من قانون .. فيقف عادل امام ويعلنها بأعلى صوته فى قاعة المحكمه ان ذلك وفقا لقانون ساكسونيا فيأمر القاضى بحبسه ٢٤ساعه، فما قصة هذا القانون ؟!

في العصور الوسطى كانت هناك ولاية تقع في شرق ألمانيا تدعى “ساكسونيا”، وكانت مزدهرة تجارياً بفضل جهود الطبقة الكادحة من الفقراء الذين كانوا يعملون تحت إمرة طبقة النبلاء الأغنياء المالكين لكل شيء في الولاية، بشراً وموارداً.

لم تعرف “ولاية ساكسونيا” العدل وكان الظلم شعارها، وقام مترفوها وأغنياؤها وأمراؤها وملوكها بوضع قانون خاص لها … فما هي حيثيات هذا القانون؟

كان القانون يعاقب اللصوص والمجرمين من كلا الطبقتين، (عامة الشعب ” الفقراء”، والنبلاء “الأغنياء”)، دون أي تمييز بينهم، ولكن … التمييز هنا ليس فى العقوبه وانما فى طريقة تنفيذها. كان القانون ينص على أنه إذا ارتكب الفقير جريمة فكان يعاقب، فإذا سرق يجلد على جسده بعدد الجلدات التي حكم عليه بها، وإذا صدر بحقه حكم بالسجن يحبس، وإذا ارتكب جريمة قتل يقتل بحيث تقطع رأسه وتفصل عن جسده .. أما إذا ارتكب الغني أو أحد افراد الطبقة العليا من المجتمع وطبقة الحكام جرماً، فكانوا يأتون بالغني السارق ويقف في الشمس، ثم يحكمون على ظله بالجلد أو السجن إذا كان سارقاً، أما الغني القاتل فكان يحكم بقطع رقبة ظله! وكان النبلاء يقفون في ساحة تنفيذ الحكم الوهمي، وكلهم شموخ وكبرياء، وهم يبتسمون استهزاءاً بجموع الشعب الذين يصفقون فرحاً لعملية تنفيذ تلك العدالة المثيرة للسخرية .

فتلك هى المانيا فى العصور الوسطى التى تنادى بالحريات اليوم فسبحان مغير الاحوال ولا يسعنى الا ان اختم بالحديث الشريف لحبيبى ونور قلبى محمد رسول الله
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وآله وسَلمَ: «أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمِ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمِ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَد، وَأيْمُ اللهِ، لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا».

علي عبدالجواد

صحفي مصري ، محرر بالمركز الإعلامي لنقابة المحامين ، حاصل على بكالوريوس في الإعلام - كلية الإعلام - جامعة الأزهر ، عمل كمحرر ورئيس قسم للأخبار في صحف مصرية وعربية.
زر الذهاب إلى الأعلى