دعوى بلا أدلة إثبات

بقلم: الأستاذ/ أشرف الزهوي

إذا أعوزك الدليل لإثبات دعواك، فعليك أن تتمسك بإحدى الوسيلتين، إما طلب إحالة الدعوى للتحقيق، أو بطلب ندب خبير في الدعوى؛ هذا المعنى هو الذي أشارت إليه محكمة النقض، حيث قررت في حكم حديث لها، أنه إذا كان طلب ندب خبير، أو إحالة الدعوى للتحقيق هو الوسيلة الوحيدة في الاثبات، فلا يجوز للمحكمة رفضه بلا سبب مقبول، بإعتبار أن إعراض الحكم عن تحقيق دفاع الخصم بندب خبير، أو إحالة الدعوى للتحقيق دون سبب مقبول، هو مصادرة لحقه في وسيلته الوحيدة في الاثبات “١٣١٥٥ لسنة ٧٩ ق الصادر بجلسة ٧/ ١٢ / ٢٠١٢.

من خلال الواقع العملي، فقد أقمت لموكلي دعوى إثراء بلا سبب وكان لايملك ثمة دليل على صحة ادعاءاته الا الشهود الذين حضروا الجلسات العرفية التي اعترف في أثناء انعقادها الخصم بحق موكلي، وبالفعل فقد طلبت من المحكمة إحالة الدعوى للتحقيق لإثبات حق موكلي في التعويض الذي يطالب به، استجابت المحكمة وأحالت الدعوى للتحقيق وأثبت الشهود أمام المحكمة حقوق موكلي.

كما يمكن دعم هذا الدليل من جانب المحكمة بتوجيه اليمين المتممة التي أصبحت أشبه بالسنن المهجورة ولك أن تطلب كمدعي توجيه تلك اليمين لدعم ادلتك في مجال إثبات دعواك. قد يعجز الشهود عن دعم المدعي فيما يدعيه أو لاترقي شهادتهم بذاتها دليلا حاسما للنزاع أو أن المحكمة لا تقتنع بشهادتهم، في تلك الحالة لايجب أن تقف مكتوف الأيدي، بل عليك أن تستخدم السلاح الاخير وهو اشبة برصاصة الرحمة، وهو توجيه اليمين الحاسمة وهي تعني الاحتكام إلى ضمير خصمك بتوجيه اليمين إليه بصيغة محددة واضحة لا لبس فيها ولا وغموض، فإذا حلف فقد خسرت دعواك واذا نكل عن الشهادة فإن المحكمة ستوجه اليمين إلى  المدعي، فإذا حلف فقد كسب دعواه.

إن الهدف الذي نسعي إليه كمحامين في ساحة القضاء هو إعادة الحقوق المسلوبه ورد المظالم ومساندة الضعفاء، فانظر دائما الى مهنتك بفخر واعتزاز واعلم أن الله لايكلف النفس الا وسعها ولا يرهقها الا بما تطيق.

عبدالعال فتحي

صحفي بالمركز الإعلامي لنقابة المحامين؛ عمل في العديد من إصدارات الصحف والمواقع المصرية، عمل بالملف السياسي لأكثر من عامين، عمل كمندوب صحفي لدى وزارتي النقل والصحة، عمل بمدينة الإنتاج الإعلامي كمعد للبرامج التلفزيونية.
زر الذهاب إلى الأعلى