حسن النية في أحكام النقض

بقلم: الأستاذ/ أشرف الزهوي المحامي

من المقرر في أحكام محكمة النقض، أن مسألة حسن النية أو سوؤها، مسألة موضوعية تفصل فيها محكمة الموضوع فصلا نهائيا  فإذا انتهت المحكمة في حكمها، إلى أن التهمة ثابتة على المتهمين، فمعني ذلك انها رجحت جانب سوء القصد عندهم، وليس لمحكمة النقض بعد ذلك حق مراقبتها فيما قررته بهذا الشأن، هذا فضلا عن أن الحكم الابتدائي قد رجح سوء النية بناء على أدلة سائغة لها أصلها الثابت بالاوراق، ويتوافر معها القصد الجنائي لديهم.

ومن الأمثلة التي ساقتها محكمة النقض في أحكامها نعرض لبعض الصور التي تستظهر مدى توافر حسن النية من عدمه.

إن استظهار القصد الجنائي في جريمتي القذف والسب موضوعي.. شرط ذلك أن جريمة القذف لا تتطلب قصدا خاصا.. كفاية توافر القصد العام.. مناط تحققه. لا محل للخوض في مسألة النية أو صحة وقائع القذف، الا اذا كان الطعن موجها لموظف عام أو من في حكمه، وعلة ذلك.. نعي الطاعن بإنتفاء أركان جريمة القذف لتوافر حسن نيته لابتغائه الصالح العام. غير مقبول مادام لم يقنع المحكمة بسلامة نيته، ولم، ولم يدلل على الوقائع التي اسندها للمدعي.

القصد الجنائي في جريمة عرض منتجات

تحمل علامة تجارية مقلدة، يقتضي أن يتحدث عنه الحكم استقلالا، أو أن يكون فيما أورده من وقائع وظروف مايكفي في الدلالة على قيامه، فإن منعي الطاعنين على الحكم إذ دانهما على الرغم من انتفاء القصد الجنائي لديهما وحسن نيتهما يكون على غير اساس.

القصد الجنائي في جريمة الإهانة متى يتحقق؟ السب سب لايخرجه عن هذا الوصف اي شئ، ولو كان الباعث عليه إظهار الاستياء من امر مكدر. النعي بشأن توافر حسن النية فيما تم توجيهه من عبارات إهانة غير مقبول

الاعتراف بالجريمة بعد وقوعها، لايعتبر دليلا على حسن النية، تقدير مسألة النية متروك لقاضي الموضوع وحدة.

نفي تهمة الاختلاس عن المطعون ضده، لايتعارض أو يتناقض مع سداده جزء من المبلغ قيمة البضاعة محل الاتهام كدليل لحسن النية، رمي الحكم باطراحه القرينة القانونية المستمدة من ذلك السداد والتناقض لايكون له وجه

الحيازة في ذاتها، سند لملكية المنقولات، وقرينة على وجود السبب الصحيح وحسن النية، مالم يقم الدليل على عكس ذلك. المادة ٩٧٦ مدني. ثبوت أن المسروق ليس مملوكا للمتهم، كفايته للعقاب في جريمة السرقة، عدم الاهتداء إلى شخص مالك المسروقات غير مؤثر في قيام جريمة السرقة.

وسيظل معين محكمة النقض متدفقا وسنظل ننهل من علمها وجودها من أجل ارساء قيم العدل الذي ننشده جميعا