المريض النفسي أو العقلي وأثر مرضه على ارتكاب الجريمة 

كتبه:  ياسر الحسنين القواس

المريض العقلي أو النفسي وأثر مرضه على ارتكابه للجريمة وماذا لو صدر أثناء مرضه العقلي هذا جريمه أو فعل، وماذا لو كان هذا الفعل قولي (كالاعتراف) مبينا الفرق بين السيكوباتيه وانفصام الشخصيه، وهل هناك فرق بين انفصام الشخصيه وازدواج الشخصيه، متحدثا كمحامي ولست كطبيب كما تعودنا فأنا محامي فالمحامي ﻻبد أن يكون باحثا في فروع العلوم الأخرى.

المريض النفسى : هو الانسان الذى يعانى من اضطراب نفسى أو عصابى أو عقلى أو ذهنى وﻻ يعتبر مريض نفسى من يعانى فقط من الاضطرابات السلوكيه دون وجود مرض نفسى أو عقلى واضح لذلك فان المحكمه فى هذا الأمر ﻻتستطيع الرد أو تحديد حالة المتهم فيتعين عليها الاستعانه بمختص فنيا ونجد ذلك من المسائل الفنيه التى يختص بها الطب الشرعى عن طريق (طبيبا نفسيا ) .

السيكوباتيه ومن هو الشخص السيكوباتى ألخصها فى تعريفها كالأتى ويفهم منه مفهومها وصفات هذا الشخص فيما معناه بدايتا هو (شخصيه ضد المجتمع ) أو على سبيل المثال شخصا يقتل بدم بارد . فهو شخص عدائى عدوانى للغير وللمجتمع . شخص كثير الكذب . مندفع فى التصرفات. مثال بعض المتعصب للدين بعض المتعصب لفكر سياسى بعض المتعصب لمظهر اجتماعى … أمثله كثيره فرضها علينا الواقع . يريد نشر الدين أو الفكر المتيقن به ولو على حساب الغير المهم عنده نجاحه فى فكرته وفى انتمائه . ولكن القانون ومحكمة النقض فى كثيرا من أحكامها قضت باعتباره مسؤل عن فعله الاجرامى وعن تصرفاته وعن اعترافاه متى صدر منه خلال فترة اصابته بهذا الاضطراب السلوكى . وأنا أتفق مع ذلك كونه بنى على حق وعدل.

ازدواج الشخصيه :- هى حالة نفسية نادره جدا فى مجال الطب النفسى . فهى عباره عن أضطراب سلوكى بحيث يظهر للشخص الواحد أكثر من شخصيه واحده . قد تجد الشخص مزدوج الشخصيه مره بصفات أنه خجول وأحيانا أخرى تجده شخصا غير خجول . حيث الارسالات داخل المخ فى شخصيه مزودج الشخصيه ترسل ارسالات لباقى أجهزة الجسم وباقى حواسه بانتاج شخصيه جديده تناسب الموقف الذى يواجهه الشخص . ولكن كما وضحت من قبل العبره فى القانون بالمرض العقلى لدى الجانى مرتكب الجريمه ومدى توافر هذا المرض أثناء تخطيطه وقيامه بالفعل الاجرامى . ثم أثر هذا المرض فى النتيجه التى تحققت . هل تم افاقه من هذا المرض أثناء ارتكابه للفعل الاجرامى ثم عاد له المرض مره أخرى . لذلك يكون على القاضى الجنائى حتى يبنى حكمه على يقين وقواعد راسخه وحتى يستقيم العدل ﻻبد من اللجؤ للطب الشرعى ومناقشة محامى المتهم للطبيب النفسى فى جلسة المحاكمه .. ومتى غفل القاضى عن طلب المتهم كان هذا مما يعيب الحكم الجنائى ويوجب ويكون سببا لنقضه .

انفصام الشخصيه :- هو مرض عقلى مزمن يفقد فيه المريض القدرة على التعبير عن نفسه بشكل صحيح .. هوله شخصيه واحده لكنه يعيش فى عالمين عالم الواقع وعالم الهلوسه والخيال مما يؤثر على تفكيره وسلوكه وذلك وقت ارتكابه للفعل الاجرامى .

– مظاهر انفصام الشخصيه :- 1- الأوهام والتخيالات والهلوسه .
2- السلوك غير المنظم مثال المﻻبس غير الﻻئقه والسلوك الصارخ .
3- انعزال المريض عن الواقع . والانطواء الشديد واهمال نظافته الشخصيه .

– كيف للمحامى أن يثبت من خﻻل ظروف ومﻻبسات القضية أن المتهم ارتكب الفعل الاجرامى تحت تأثير المرض النفسى . كون المتهم مريض بهذا المرض العقلى أثناء الفعل الاجرامى وانتاب المريض بحالة افاقه بعد ارتكاب الجريمه ؟

– ما الحل .. أرد كمحامى أن اثبات تأثير هذا المرض على عدم مسؤلية الجانى عن الفعل الاجرامى أم ﻻ هو مظاهر الفعل من حيث دراسة القضيه الجنائيه من أدلة وقرائن وكذلك الأفعال . فالبنسبه للفعل أثناء صدوره من المتهم صدر فى صورة تدل على مرضه العقلى وقت الفعل الاجرامى . اصطحب ذلك ظروف ومﻻبسات دلت على توافر المرض العقلى حيال ارتكاب الجريمه. حيث أثناء قيام المتهم بالفعل الاجرامى صدرت شهاده من أحد الموجدين فى مسرح الجريمه . بهياج المتهم وصراخه وانفعاله الشديد وقيام بأعمال تخريبيه كالتكسير لزجاج موجود .وظروف أخرى كثيرة يستمد منها أنه عند ارتكابه للجريمة تم تحت تأثير المرض النفسى .

مدى تأثير هذا المرض على الفعل الاجرامى . يخضع هذا لتقدير الطب الشرعى وحضور طبيب نفسى . للكشف على الحاله النفسيه للمصاب . وفى النهاية من تحريات وشهود واعتراف ان وجد صحيح وباقى الأدلة الجنائيه تخضع للسلطه التقديريه للقاضى الجنائى باصدار حكما عادلا.

– فى النهايه أنصح فى هذه الأيام ب :- أن ينظر الجميع لبعضهم بعين رأفه ورحمه . فمن كان عليه دينا ﻷحد فليعفى لله ومن كان قادرا على اسعاد أحد وادخال السرور لقلبه فليفعل ﻻ لشىء وانما لوجه الله الكريم . من وجد جاره محتاج لشىء من مأكل ومشرب وملبس فليقف بجواره ليس لشىء وانما لوجه الله .. نترك الخﻻفات مهما وصلت حدها ولنبدأ من جديد بفكرا جديدا لبناء داخل النفس البشريه جدارا وهو الرضا بقضاء الله والحمد لله حمدا كثيرا واليقين بالله . فالله كريم ورزاق وعفو ورحيم فارحم أخاك حتى يرحمك الله . حمى الله مصر وحفظها من كل شر ومن كل كيد ومن كل سؤ فلتبقى مصر بأبنائها ورجالها من رجال شرطة كرام ورجال القوات المسلحه ورجال القضاء المصرى . وباقى أبنائها فى كل مكان . فالمجتمع المصرى مسلما ومسيحى كما تحدثت من قبل هما نسيجا لخيطا واحدا فلا تتعصب لدين وﻻ تتعصب لفكر ولكن كن قاضيا عادلا ليس على الأخريين ولكن على نفسك أولا .

علي عبدالجواد

صحفي مصري ، محرر بالمركز الإعلامي لنقابة المحامين ، حاصل على بكالوريوس في الإعلام - كلية الإعلام - جامعة الأزهر ، عمل كمحرر ورئيس قسم للأخبار في صحف مصرية وعربية.
زر الذهاب إلى الأعلى