الفرصة الذهبية

كتبه: إسلام جمعة المحامي

لا أعلم ما الذي يدور، هل تعود نقابة المحامين لنا؟ هل هي حقا فرصة ذهبية لنرقى ونرتقي بأنفسنا وبالمحاماة، أم كما تعودنا أن النقابة لا تنفع أحد، بل العكس هي التي تستمد قوتها من هيبة وسلطة المحامين! ولا ينكر مؤيد أو معارض الإحساس بتغيير في نقابة المحامين، فما السبب: هل هناك من يسمعنا ويرد علينا؟ أم عودة لغة التواصل والحوار التي انقطعت؟ أو فرصة للمطالبة بالآمال التي طالما حلمنا بها لتتحقق؟ أو حقوق ضائعة صمتنا عنها حتى تعودنا أن نعطي بدون مقابل؟

هل سنبدأ نقرأ لنتعلم ونسمع لنفهم وليس لنرد، كفانا تحدث عن مظهر المحامي الخارجي حتى أصبحت ثيابنا أثمن ما فينا، ولتكن الخطوة الأولى للإصلاح بالمظهر الداخلي المتمثل في المحامي المثقف المطلع الحافظ لهيبته ووقاره، وليس المتنازل لكافة من يتعامل معه لإنهاء عمله في أروقة المحاكم حتى لو طال ذلك من كرامته بدءً من مناداة الحرس والأمناء بالباشا وأعضاء النيابات بالبهاوات والموظفين باللي تؤمر به حضرتك ونصرة الموظف على زميله، وانتهاءً بالوقوف منهمك على منصة القضاء كمحاولة لاسترداد ما تبقى منه ولا يجده من تعنت الهيئة الموقرة. أما النوع الأخر فهو الأسهل لا يحتاج للقراءة ويمضي مفتول العضلات يتحدث هنا وهناك بنفس التكرار الذي يسرد به دفاعه المتكرر، لا يصحو من غفلته إلا بكارثة أو قضية هو أحد أطرافها.

والسؤال الأهم الذي يجب أن نسأله لأنفسنا ماذا نريد وما نسعى لتحقيقه، الردود والمطالبات لن تنتهي حسب الاحتياجات من معاشات وتأمين، وعلاج، وكرامة، وحصانة، وإعادة قيد، وزوال، وقيمة مضافة، ……إلخ، ولكن ماذا سنقدم؟ هل سنتكاتف يد واحدة في محاولة الإصلاح أم أن كل منا سوف يغلب مصلحته الخاصة على المصلحة العامة. ألم يحن الوقت لنصحو من غفوتنا ولا نتحسر على غفلتنا، هل سوف ندعم شباب المحامين؟ هل نرتقي بثقافتنا القانونية ولغتنا المهنية والأخلاقية بيننا البعض؟ هل نكتفي بمضاربة بعضنا لتحصيل القضايا بأقل الاتعاب والأخلاق؟ أليس كفانا مهانة وإهانة على صفحات التواصل الاجتماعي ويكفينا يوم العمل العصيب بما فيه من تعب، وما مررنا به في التجديد وإعادة القيد والزوال ومطالبة كافة أجهزة الدولة بكارنيه ذات العام إعمالا بتوجيهات نقابة المحامين.

هل ستعود نقابة المحامين لنا ولدورها باعتبارها قلعة الحريات سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي في ظل ما تمر به البلاد وتقوم بدور توعية المواطنين والدفاع عنهم، أم إننا عجزنا حتى أن ندافع عن أنفسنا؟

حمل ثقيل لا يهون إلا بمن يتقي الله فينا وأصحاب همة ورؤيا واضحة لترسم المحاماة من جديد

علي عبدالجواد

صحفي مصري ، محرر بالمركز الإعلامي لنقابة المحامين ، حاصل على بكالوريوس في الإعلام - كلية الإعلام - جامعة الأزهر ، عمل كمحرر ورئيس قسم للأخبار في صحف مصرية وعربية.
زر الذهاب إلى الأعلى