الدبلوماسية وتطبيقها على الأزمات والمشاكل

بقلم: الأستاذ/ ياسر الحسنين القواس 

الدبلوماسية وتعريفها على المستوى الدولي، هى إدارة العلاقات الدولية بطريق التفاوض ، أو بمعنى أوضح هي فن إدارة العلاقات الدولية أو عملية تسير شئون الدولة الخارجية ، أو هي بشكل أكثر تحديداً هي أداة ذات مرونة معينة بواسطتها تنفذ السياسة الخارجية ، فقد تكون صورة الدبلوماسية اليوم بيننا تتمثل في الجسور التى تقام بين الشعوب بالصبر والإصرار والتعاون والتحالف بحيث يصدر الصوت العام بأن السياسة الواحدة هى حاكمة المشهد وإن اختلفت وجهات النظر .

– جسور تبنى وتلتصق بين أجواء مشحونة بالأزمات والتوترات ، لعلا هذه الجسور كانت واضحة أكثر وضوحاً فى العلاقات السياسية بين الدول ، ولكن قد تمتد ﻷمور أخرى كالاقتصاد والثقافة والعلوم.

– بيد أنه دبلوماسية المنظمات الدولية هى أقرب الدبلوماسيات إلى الرأي العام بحكم العلنية التى تسود أعمالها ، وبحكم أن الوفود وهى تعمل فى نطاق هذه الدبلوماسية تعلم أنها تخاطب الرأي العام الدولي ، ولذلك فقد شاركت هذه الدبلوماسية بقسط كبير فى زيادة الوعى لدى الرأي العام الدولي وحساسيته لمشكلات العالم وأزماته ، كما حققت اتصالا مباشراً بين شعوب العالم من خلال مشاركتها في الحياة الدولية .

– وتعنى الدبلوماسية بشكل وثيق بهذه   المشكلات والأزمات فهي إطار منظم للاتصال والمفاوضة والتى تمكن كل دولة مستقلة من أن تعلم ما الذي تبغيه الحكومات الأخرى ، وما الذى تعترض عليه ، وفى صورة مجتمعاً دولى متطور ، حيث أنه من وظيفة الحوار الدبلوماسي أن يخفف من حدة الخلافات فى العلاقات بين الدول ويجعلها أكثر تمديناً وتحضرا ….. على سبيل المثال :- أن تصارع المصالح هى موضوع رئيسي لظهور قيمة الدبلوماسية التى تستطيع أن تعمل بشكل فعال ، حين يتوفر المستوى الضروري من التفاهم بين أطراف الحوار حول المحافظة على النظام ككل ، وحول قواعد تنمية مصالحهم الفردية داخل النظام ، بيد أن الحوار الدبلوماسي فى مفهومه وأهميته :- هو أداة المجتمع الدولي ، فهو عملية متمدينة تقوم على الوعى واحترام وجهات نظر الشعوب ، فإذا كانت السياسة هى فن الممكن فإن الدبلوماسية والحوار الدبلوماسي ، هما فن حمل هذا الممكن إلى أبعد من أبعاده ، بحيث أن التوازن بين المصالح ، أو الإتزان ( كالاتزان فى صورة قرار مشترك بين طرفين ، يوصف من الجميع بالقرار الحكيم ) فالتوازن العلاقات هو مناط تنظيمها نحو الوصول لشكل لائق ومرضى للطرفين ومحقق للأهداف المشتركة التنموية باختلاف طبعاً المجالات المقصودة سواء سياسية أو علمية وغيرها، وإن اختلفت وجهات النظر ، فإن هناك توفيق وتوافق للمصالح المشتركة والسعي نحو هدف واحداً حقق للجميع ما يتمناه وما يسعى إليه .

– ” فالدبلوماسية اليوم هى لغة العصر الحالي ، تكون هى السائدة فى الظهور فى المشهد العام ، على مسرح وأرض الواقع ، لا حروب هالكة للشعوب وتحديها للتنمية والنمو كما يحدث على المستوى الاقتصادي لبعض هذه الدول ، ولكن الحروب اليوم وميدان القتال إن صح التعبير على المستوى السياسي ، كيف يمكن اليوم أن تكون العلاقات السياسية بين الدول منظمة ومحققة للأهداف فى أسمى وأنبل صورة وهى الإطار الدبلوماسي ، فتهتف الشعوب جميعاً اليوم بشعار واحداً وهو لا للبندقية والسلاح ، ونعم للدبلوماسية فهى أرقى مستوى للتعامل بين الدول ، فقد تحقق الدبلوماسية ما عجزت عنه البندقية .

– كان هذا على المستوى الدولي ودائماً تجد الدور الرائد والرائع لفخامة الرئيس ، معالى الرئيس / عبد الفتاح السيسي ، رئيس جمهورية مصر العربية ، فإن مصر هى تاج العلاقات بين الوطن العربي وغيره من الدول ، يظهر دورها الرائع فى كثيراً من الأزمات والأحداث ، هذه هى مصر فلا تغفل عن ترديد اسمها مصر وطن العروبة ، بل مصر أم الدنيا ، تكافح وتناضل سبيل نصرة العروبة ، فإن لم تعرف مصر فأسأل عنها ليس شعبها ولكن ترابها ، سيردد بصوت عالي ، أنا أرض الكنانة ، أنا منبت العروبة ، أنا الحامي للوطن العربي ، أنا أصل العرب ، أنا الوطن الواحد فلا فرق بين مسلماً ومسيحي فكلاهما أبناء الوطن ونسيجا لخيطا واحداً ، بفضل جهود فرسان الوطن العظيم يخلد التاريخ اسمهم ، فهم فرسان مصر ، فاللهم احفظ مصر شعباً ورئيساً وجيشاً من كل سوء ومن كل شر .

– كان هذا على المستوى الخارجي فى العلاقات بين الدول ، أما دور الدبلوماسية فى الحياة المصرية ، فالإنسان المصري بطبيعة الحال تجده دبلوماسي التعامل مع الأخر ، علاقة طيبة وأخلاق حميدة هي السائدة فى صورة العلاقة نفسها . فعاشت مصر بأبنائها الشرفاء العظماء بالقيم والمبادئ والأخلاق في كل مكان من أرض مصرنا المحروسة .

– متحدثاً عن ما يسمى بالبروتوكول ، فيقصد بكلمة بروتوكول الإتيكيت في أصول أدبيّات القواعد والتوجيهات الدبلوماسيّة، وتُحدد من خلال البروتوكول التّصرفات والسّلوكيات المتبعة والمتعارف عليها في الأصول الدبلوماسيّة والشّئون الخاصة بالطرفين.

وعلى الشأن النقابي بنقابة المحامين المصرية ، فأقول وأؤكد أنه انتصرت الإرادة الحرة ، الإرادة الشريفة في أن تأتى بنقيبها ، معالي النقيب المحترم والفقيه العزيز أستاذنا / رجائى عطية ، نقيب محامين جمهورية مصر العربية ، خير من تولى منصب النقيب العام ، لا يهمل تاريخ النقباء السابقين ولكن اليوم تواجه ليس الصعوبة وحسب ، بل بعض المستحيلات ولكن الله ناصر عبده ، فهو الجهد والاجتهاد والكفاح ، نحو بناء نقابة جديدة مثمرة فوق أنقاض فساد الماضى ، فللنقابة اليوم شجرة زيتون مباركة وهو الفكر الحميد والفكر التطويرى للعمل النقابى ، للنقابة اليوم دستور عملها ، وميزان عدلها وهو معالى النقيب والعلامة الكبير أ/رجائى عطية ، نقيب محامين جمهورية مصر العربية ، فى حفظ الله معالى النقيب المحترم دائماً ، وعلى الجميع من محامين ومحاميات جمهورية مصر العربية ، الدفاع عن قيمة نقيبنا.

ولنتحدث اليوم عن الدبلوماسية فى الشأن النقابى ، تجد صورتها فى على سبيل المثال :- توقيع بروتوكول تعاون بين نقابة المحامين المصرية ووزير المالية ووزير العدل ، بشأن ضريبة القيمة المضافة ، فكان للنقابة أسمى صورة للتعاون ، فما المانع اليوم من توقيع برتوكول تعاون فى طبيعة التعامل بين نقابة المحامين المصرية ووزارة الداخلية المصرية ، تحدد فيه طبيعة التعامل وحدوده ، ولا يفترض شخصاً  من الطرفين يسئ بشكل دائماً ، فإن وزارة الداخلية وضباط الشرطة ، لهم التقدير والاحترام الكامل ، ولا يجوز أن تحمل حادثة وتشير للجميع وتقول هذه هى صورة العلاقة بيننا ، وزارة الداخلية هى بيت العظماء ، ليسوا عظماء بلقب أو بترقية أو رتبة ، بل عظماء بروح صادقة ، وهى روح الاستبسال والتضحية ، سبيل نصرة الوطن وشعب مصر ، فهذا المقام الأول يفرضه الجميع على نفسه قبل غيره ويفرض على العلاقة بصورة دائمة ، الاحترام فكان هو صورة المشهد الحقيقى ، وفى الواقعة المذكورة أعلاه ، أقول هذا تصرف فردى لا يحمل على الجميع من أبناء وزارة الداخلية ، فهم الفرسان النبلاء فى التضحية وأداء الواجب على أرض مصرنا المحروسة ، فتوقيع البروتوكول ، يحدد مهام كل طرف وواجبات الطرفين كلا الآخر ، على المحامى حاملاً رسالة الدفاع عن الحق ، وعند ذهابه لقسم الشرطة ﻷداء عمله ، عليه أن تكون طبيعة العلاقة مع ضابط الشرطة ، يسودها احترامه وأنه عظيم مهنته ، لدى كمحامى طلبات من ضابط الشرطة ، أقوم بطلبها بشكلٍ لائق ، فأنت سفير المحاماة وقتها ، وبالمثل فعلى ضابط الشرطة احترام المحامى وتقديره والسعي نحو تنفيذ طلبه ، فلا يسمح من كلا الطرفين أن يحمل أحدهم الإساءة للأخر سواء باللفظ أو القول أو بالفعل ، ولا يفترض شخصاً مسيء بصورة دائمة ، فنحن أبناء الوطن وكلا  له رسالته يكافح من أجلها ومن أجل نصرة الوطن .

عبدالعال فتحي

صحفي بالمركز الإعلامي لنقابة المحامين؛ عمل في العديد من إصدارات الصحف والمواقع المصرية، عمل بالملف السياسي لأكثر من عامين، عمل كمندوب صحفي لدى وزارتي النقل والصحة، عمل بمدينة الإنتاج الإعلامي كمعد للبرامج التلفزيونية.
زر الذهاب إلى الأعلى