التحديات القانونية للملكية الفكرية في مجال الذكاء الإصطناعي

بقلم/ أحمد عادل عبد السلام المحامي

تعتبر الملكية الفكرية مجموعة من الحقوق القانونية التي تمنح لصاحب الابتكار أو الإبداع تشمل الملكية الفكرية حقوق المؤلف وبراءات الاختراع والعلامات التجارية والتصاميم الصناعية وحقوق المنافسة، وغيرها تعتبر الملكية الفكرية أداة هامة لحماية الابتكار وتشجيع الابتكار الجديد وتعزيز التنافسية في السوق.

أما فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، فهو مجال يهتم بتطوير الأنظمة والبرامج التي تمكن الأجهزة الكمبيوترية من تنفيذ مهام تشابه الذكاء البشري. يعتبر الذكاء الاصطناعي موضوعًا مثيرًا للاهتمام في العصر الحديث، حيث يتم استخدامه في مجالات متعددة مثل التعلم الآلي وتحليل البيانات والروبوتات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي الأخرى.

ترتبط الملكية الفكرية بالذكاء الاصطناعي عندما يكون لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي قدرة على إبداع أعمال فنية أو اختراعات جديدة. في هذه الحالة، يمكن أن يكون هناك حاجة لحماية الملكية الفكرية لتلك الابتكارات أو الإبداعات الناتجة عن الذكاء الاصطناعي. يمكن أن تتضمن تلك الحماية حقوق المؤلف للبرامج وبراءات الاختراع للتقنيات وحقوق العلامات التجارية للشركات التي تنتج تلك التقنيات.

إن من أهم الإشكالات القانونية التي ظهرت مؤخرا، مدى تأثر الأحكام

القانونية لحقوق الملكية الفكرية بسبب ما استحدث من تطبيقات الذكاء

الاصطناعي، وهل هذه التطبيقات تستدعي إدخال تعديلات أو إضافة قواعد

جديدة، أو يكتفى بما هو قائم من أحكام لتنطبق على ما أحدثته هذه التكنولوجيا

من مستجدات. وعليه فالشكل القانوني الذي يطرح في هذه الدراسة هو هل تتسع القوانين الحالية للملكية الفكرية لتستجيب للمتغيرات التي أحدثتها

تطبيقات الذكاء الاصطناعي؟

للإجابة على هذه الإشكالية القانونية ارتأيت تقسيم هذه الدراسة إلى

محورين، أتناول في المحور الأول مفاهيم عامة حول الذكاء الاصطناعي والطبيعة

الخاصة له، أما المحور الثاني فقد خصصته لدراسة مدى تأثير تقنيات الذكاء

الاصطناعي على أحكام قوانين الملكية الفكرية السائدة.

ولقد اعتمدت في هذه الدراسة على المنهج الوصفي في التعريفات

والمفاهيم الخاصة بالذكاء الاصطناعي ومجالات تطبيقه، وكذا المنهج التحليلي

مع بعض الفرضيات القانونية مع الإجابة على الاسئلة المثارة التي يكون

لتطبيقات الذكاء الاصطناعي فيها دورا واضحا في التوصل إلى عمل جديد يستدعي

الحماية بموجب قواعد حقوق الملكية الفكرية.

المحور الأول: الإطار المفاهيم للذكاء الاصطناعي

يعتبر الذكاء الاصطناعي كما تبين معنا إضافة عظيمة للعلوم القائمة، وذلك

لما يقدمه من تيسير لسبل الحياة وتطويرها بما يساعد في توفير حياة يسيرة

للمواطن، بالإضافة إلى أن استخدامات الذكاء الاصطناعي في مجال الصناعة

والإنتاج وغيرها من المجالات. لذلك سوف أستعرض من خلال هذا الجزء من

الدراسة إلى بعض المفاهيم الأساسية للذكاء الاصطناعي، وذلك بهدف توضيح

المقصود بهذه التقنية، والخصائص التي تميزها عن غيرها من التطبيقات

التكنولوجية الأخرى.

اهم الحلول والتوصيات:

۱- وجود تشريعات يمكنها وضع حد لمسألة التعدي على الملكية الفكرية.

۲- ضرور إنفاذ متطلبات الرقمنة والتوسع في إنترنت الأشياء على وجه الخصوص ، وذلك من خلال زيادة الإستثمارات في التقنيات الرقمية، بالإضافة إلى التحديث الجذرية.

٣- يجب أن يضمن التنظيم القانوني لتطبيق أنظمة الذكاء الاصطناعي الدرجة المطلوبة من حماية الحقوق والحريات الإنسانية والمدنية، وكذلك ضمان مستوى كاف من الأمن الشخصي والاجتماعي أثناء تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي.

٤- النظر في مسألة إقرار المسؤولية الموضوعية في مجال الأضرار الإلكترونية والتقنية بصورة عامة، بحيث يتم استبعاد ركن الخطأ من مجال قيامها وإعمالها؛ نظراً لصعوبة وربما استحالة نجاح المضرور في إثبات ثمة أخطاء فيها، لاحتوائها على أمور فنية للبنية التحتية لجميع قطاعات الاقتصاد.

أشرف زهران

صحفي مصري، حاصل على بكالريوس إعلام، ومحرر بالمركز الإعلامي لنقابة المحامين، ومكتب النقيب،
زر الذهاب إلى الأعلى