الانتهازية الرخيصة

بقلم الأستاذ:  رأفت نوار

كنا طلبة في حقوق القاهرة، وحدث أن كنا نبدي رأينا في الميثاق الوطني على بوفيه الكلية، وقد تباينت وجهات النظر وعلا صوتنا، فوجئنا بأن حرس الكلية يستدعينا، فذهبنا، استقبلنا رئيس الحرس بترحاب وطلب لنا عصير الليمون، وقال أنتم رغم تباين وجهات نظركم فى وثيقة الميثاق، لكنكم متفقون عليه.

وشرح لنا الرجل الميثاق بالتفصيل فشكرناه وشكرنا وانصرفنا، وإذ بأحدهم يقول لى إلى أين أنت ذاهب قاطعته قائلا عودة إلى البوفيه حتى نُطئن الزملاء، فسخر وقال يلا بينا نروح ميدان الجيزة، نخلى الحلاق يحلق لنا ونقطع بدلنا، فسألته ليه وعشان إيه، فقال إفهم يافلاح، إحنا عندنا انتخابات اتحاد الطلبة قريب، ولازم ندخلها وننجح فيها، فقلت له وما علاقة الانتخابات بحلق الشعر وتقطيع الهدوم، قاطعنى قائلا مافيش فايده فيك، ح تفضل كده فلاح ومش فاهم، قلت له، منكم أفهم يابو العريف.

قال ماهو ياعم رأفت لازم يكون معنا ورقة نعمل بها دعاية انتخابية، قلت له صحيح إنت إبن كلب قذر دا الرجل قابلنا كويس وشرح لنا ماغُم علينا فى الميثاق الوطنى، وقدم لنا عصير الليمون، وتركته ودخلت على البوفيه وأخبرت الزملاء، وما هي إلا دقائق ورجع إلينا فقام عليه الجميع وأوسعوه ضربا.

وقد لاحظنا من بعد أن ذلك الإنتهازى ماترك تنظيما أوحزبا إلا وشارك فيه، من الاتحاد الاشتراكي، إلى منظمة الشباب، إلى حزب مصر، إلى الحزب الوطنى..
– عن القفازين أكتب..

علي عبدالجواد

صحفي مصري ، محرر بالمركز الإعلامي لنقابة المحامين ، حاصل على بكالوريوس في الإعلام - كلية الإعلام - جامعة الأزهر ، عمل كمحرر ورئيس قسم للأخبار في صحف مصرية وعربية.
زر الذهاب إلى الأعلى