الآن.. عرف الفقراء معنى الطمع ( الانحراف السلوكى الغير مبرر)

بقلم / وليد محمد وهبه المحامى
كانت من ضمن القضايا التى تعرض علي فى مكتب مجموعة من قضايا النصب وأخرى من قضايا السرقة فكنت حينما ابحث حالة المتهم وأنا اتفحص أوراق القضيه كنت أرى إنه يحاول ان يستولى على أموال أقرب الناس إليه.

سواء من جهة القرابة أو النسب أو من علاقات العمل وكانت المحاولات مختلفة ومتعددة.
فحاول أحدهم جذب أحد أصدقائه الطيبين الذين ليس لديهم خبره فى الحياه والمعاملات باستدراجه بمجموعة من الاغراءات مثل العزومات والأكلات، والمجاملات الاجتماعية، ليتظاهر أمامه أنه رجل خير حتى وثق فيه صاحبه الطيب وأمنه بحسن نية إلى أن اتجهت نية هذا النصاب إلى التقدم لإحدى البنوك، وطلب الحصول على قرض شخصي، ولم يعطي له أية ضمانات سوى عقد كفالة، وبالطبع لم يجد أفضل من صديقه المغفل لكي يضمنه، ويوهمه أنه سوف يسدد، ويسقط الدين قبل الميعاد واذ به يخل باتفاقه، ويختفي عن الأنظار ويعي للسفر خارج البلاد، وترك صديقه الطيب وحده مسئولا عن سداد دين القرض الذى كفاله بحسن نيه، وكان هو ملتزم بسداد القرض، ولم يستطع بالرجوع عليه.

وإنه بالنظر لحالة المتهم لوجدته من عائلة بسيطة تكاد تكون أقل من المتوسطة فلماذا يسعى للاستيلاء على الأموال بطرق احتيالية، وغير مشروعة موقعا بمعارفه، وأقاربه، ومتهربا من مسئوليته، ومن ضمنهم أيضا واقعة سرقة فريدة من نوعها من شاب فى مقتبل العمر سعى للحصول على عمل فوفق فى ايجاد عمل في احدى الشركات المعروفة، وكان قد انتهى من أداء الخدمة العسكرية، وهو من أسره بسيطة ومتوسطة ومعروف عنها سمعتها الطيبة، وظل يعمل فى هذه الشركة لمدة عام وكان حينها قد حصل على أولى خطوات حياته المقبلة من عمل و خطوبة كمقدمة للزواج من إحدى الفتيات من عائلة ذات سمعه طيبة، إلا أن كثرة تفكيره وانشغاله بإنهاء اجراءات الزواج بها ورغبته في الحصول على المال بأسرع وجه فسعى إلى عقله شيطانه ليحرضه على تبديد واستيلاء على أموال الشركة المؤتمن  عليها بمعرفته، واتفق لأداء هذه الجريمة مع أحد العاملين بااشركه الا ان الرياح اتت بما لا تشتهى السفن وقبض عليهم حين تنفيذ الجريمة متلبسين وأضاع حياته
وأن هذه الأمثلة هى ملخص للكثير من القضايا المتداولة فى المحاكم والتى يتولى الدفاع عنها الساده المحامين، وهذا واجبهم، وما تقتضيه مهنتهم الذى شرفوا بالقيام بأدائها.

ولكن الملاحظ أن السعي لاكتساب المال السريع بالوسائل الغير مشروعة هى نتيجة لنظرة عدم الرضاء لأصحاب الحالة المتوسطة، ونظرة حب الذات لأصحاب المعيشة المترفه، هذا يتضح فى رغبة التملك والسيطرة وكسب الأموال، وتوافر الوسائل الثانوية، والغير ملحة لكل الناس وإذ يجب أن تعود التربية الأسرية للجيل النشئ لما تربوا عليه أبائنا حتى نحافظ على بنيان المجتمع جاهدين في الحد من الانحراف السلوكي الغير مبرر.

علي عبدالجواد

صحفي مصري ، محرر بالمركز الإعلامي لنقابة المحامين ، حاصل على بكالوريوس في الإعلام - كلية الإعلام - جامعة الأزهر ، عمل كمحرر ورئيس قسم للأخبار في صحف مصرية وعربية.
زر الذهاب إلى الأعلى