رجال كل رئيس !

بقلم: أحمد محمود سلام

توقفت أمام صورة يرجع تاريخها إلى عام 1979 في استراحة رئيس الجمهورية بالهرم تجمع الرئيس الراحل أنور السادات ونائبه مبارك ورئيس مجلس الوزراء الدكتورمصطفي خليل و المشير أحمد بدوي وزير الدفاع والسفير أسامة الباز مدير مكتب الرئيس للشئون السياسية وهم أشهر من في الصورة.

كانت الصورة في أوج نشاط الرئيس السادات وقد كشفت عن الآلية المحيطة بالرئيس وقتها وكان الإختيار لمعايير ساداتية وقر منها أنه يخاطب وجوها جديدة خلوا من فترة حكم الرئيس جمال عبدالناصر وإن كان من في صورة لهم جذور في الدولة المصرية وتحديداً الفريق حسني مبارك قائد القوات الجوية الأسبق والمشير أحمد بدوي الذي تم فصله من القوات المسلحة بعد هزيمة يونيو1967لكونه من دفعة وزير الحربية شمس بدران المعزول واعادة رئيس السادات للخدمة ليشارك في حرب أكتوبر قائدا للجيش الثالث فضلا عن الدكتور مصطفي خليل الذي تولي وزارة المواصلات لبعض الوقت في بدايات عهد الرئيس جمال عبدالناصر.

أما الدكتور أسامة الباز وكيل النيابة الأسبق الذي التحق بالخارجية فمن عرف الرئيس السادات به هو الوزير سامي شرف وظل خلال عهدين في كواليس الرئاسة إلي أن فارق في سنوات الرئيس مبارك الأخيرة وهو يحمل لقب مستشار الرئيس.
… رجال كل رئيس مشهد له قراءات كثيرة والإختيار له اعتبارات وقد تخلص الرئيس السادات من عقدة الضباط الأحرار التي جعلت زملاء السلاح في مواقع الصدارة وبمرور الوقت اختفوا تباعا من المشهد ليتبقي فقط في سنوات الرئيس عبدالناصر الأخيرة النائب أنور السادات وحسين الشافعي ومن رجال الصف الثاني الدكتور محمد عبد القادر حاتم ويوسف السباعي.
في جميع الأحوال الرئيس هو صانع القرار ولكن الصورة تستلزم حتما ظهور رجال يثق بهم الرئيس.

كواليس كل عهد اشتملت الكثير وما إن يفارق رئيس حتي يأتي برجاله والاعتبارات تتغير من رئيس لرئيس.
إختيار الرئيس السادات لقائد القوات الجوية حسني مبارك نائبا له سهل إختيار خليفته بعد إغتياله.
خلافة الرئيس في المرحلة الناصرية والساداتية كانت اسهل لتصعيد النائب الذي هو خيار الرئيس الراحل.

لم يعبن الرئيس مبارك نائبا طوال ثلاثين عاما وتحت ضغط شعبي وقع اختياره علي مدير جهاز المخابرات اللواء عمر سليمان نائبا لمدة أحد عشر يوما قبل تنحيه الاجباري 11 فبراير2011إثر ثورة25يناير2011.

وتوالت الأحداث لاحقا بحسب المتعارف للجميع وهنا يظل الرئيس القادم في علم الغيب بعد تغيير الدستور.
بمرور الوقت وفي أقرب وقت عندما تفرض الظروف تعديل الدستور أود أن يشار فيه إلي انتخاب رئيس الجمهورية ونائبه علي غرار الولايات المتحدة الامريكية والهدف الإستقرار وغلق أبواب المجهول .

رجال كل رئيس اذا إطار شكلي ودائما كل شيء بيد الرئيس الإختيار والعزل والتصعيد وتلك طبيعة تاريخية لمصر التي يؤمل لها الاستقرار وهنا يستقيم الأمرتباعا من رئيس إلي رئيس.

علي عبدالجواد

صحفي مصري ، محرر بالمركز الإعلامي لنقابة المحامين ، حاصل على بكالوريوس في الإعلام - كلية الإعلام - جامعة الأزهر ، عمل كمحرر ورئيس قسم للأخبار في صحف مصرية وعربية.
زر الذهاب إلى الأعلى