تسبيب الإذن في قانون الإجراءات الجنائية المصري 

بقلم أ/ ياسر الحسنين القواس

يثور تساؤل هل يجب تسبيب الإذن في القبض على المتهم أو تفتيشه أوتفتيش مسكنه أو تفتيش مسكن غيره …

– الاجابة :- من خلال عدة نقاط مهمة.. وهى؛
– البعض يزعم أن شرط تسبيب الإذن في قانون الاجراءات الجنائية المصرى، يلزم ويكون وجوبى عند تفتيش المسكن دون تفتيش الشخص أوالقبض عليه، ولكن هذا اعتقاد خاطئ.

– ولكن الصحيح، حتى يكون الإذن صحيحا منتجا ﻷثاره القانونية، أن يكون مسببا…
– فالتسبيب شرطا وجوبيا ليس فى التفتيش لشخص أو لمسكن .. ولكن كذلك فى القبض .. ماالهدف وماالغاية من وراء اصدار الاذن بالقبض .. وكذلك مالهدف والسبب وراء اصدار اذن بالتفتيش لشخص أو لمسكن … فهذا شرطا بديهى . فكما للمسكن حرمة .. فان للجسد للشخص حرمة لاتمس الا باذن ومسبب وهذا كقيد سطره وحدده الدستور الحالى لجمهورية مصر العربية.

– من المقرر أن الأصل فى القانون أن الاذن بالتفتيش هو اجراء من اجراءات التحقيق لايصح اصداره الا لضبط جريمة جناية أو جنحة واقعة بالفعل وترجحت نسبتها الى متهم معين .. وأن هناك من الدلائل مايكفى للتصدى لحرمة مسكنه أو لحرمته الشخصية .
( الطعن رقم 2032 لسنة 81 جلسة 6/2/2012 س63ص170ق22 )

– تنص المادة 91 من قانون الاجراءات الجنائيه المعدلة بالقانون رقم 37 لسنة 1972 .. { على أن تفتيش المنازل عمل من أعمال التحقيق ولا يجوز الالتجاء اليه الا بمقتضى أمر من قاضى التحقيق بناء على اتهام موجه الى شخص يقيم فى المنزل المراد تفتيشه بارتكاب جناية أو جنحة أو باشتراكه فى ارتكابها أو اذا وجدت قرائن تدل على أنه حائز ﻷشياء تتعلق بالجريمة .. ولقاضى التحقيق أن يفتش أى مكان ويضبط فيه الأوراق والأسلحة وكل مايحتمل أنه استعمل فى ارتكاب الجريمة أو نتج عنها أو وقعت عليه وكل مايفيد فى كشف الحقيقة .. وفى جميع الأحوال يجب أن يكون أمر التفتيش مسببا }

– وكذلك قضت المواد كلا من 54 و 58 من دستور جمهورية مصر العربية ..
– فلا يجوز القبض على أحد أو تفتيشه أو حبسه أو تقيد حريته بأى قيد الا بأمرا قضائى مسبب .. يستلزمه التحقيق . ويجب أن يبلغ فورا كل من تقيد حريته بأسباب ذلك .. وكذلك المساكن لايجوز دخولها ولاتفتيشها ولامراقبتها أو التصنت عليها .. الا بأمر قضائى مسبب يحدد فيه المكان . والتوقيت والغرض منه .

– والغرض من كون الاذن يشترط وجوبيا بأن يكون مسببا ، هو ترجع الى أنه يتيح للقضاء تقدير صحة الاذن .. وتقدير بطلانه .. اذا ثبت أنه يستهدف غاية ﻻتتفق مع نصوص القانون .. أو يصدر فى صورة معيبه .. مما يوجب بطلانه وبطلان ماتأسس عليه من اجراءات متلاحقة .. والسبب وقد تحدثت عنه فى مقالا سابق عن الاعتراف كدليل اثبات فى المواد الجنائية.. فى نظرية البطلان … أنه اذا مس الاجراء البطلان سواءا

1- ﻷنه تم فى صورة معيبة مخالفة لصريح نص القانون ..
2- أو أن الاجراء قام على اجراءا أخر سابق وكان هذا الأخير باطلا .. فاستمد منه البطلان فكان الأول أصل الاجراءات وعمودها وكان الثانى فرعها وماتفرع عنه ولحق له .. فأتحدث هنا { بأن الفرع استمد من الأصل البطﻻن فهدمه }. ولو تم الاجراء الأخير اللاحق فى صورته التى رسمها وحددها القانون صحيحا .. لكنه تأسس على اجراءا باطلا ..

– وهنا يوجد تساؤلا أخير هام وهو هل التسبيب له شكلا معينا ؟
– الاجابة هى لا .. حيث لم يشترط القانون ولم يرسم ولم يحدد شكلا معينا أوصورة معينة للتسبيب .

– وكانت المادة 58 من الدستور والمادة 91 من قانون الاجراءات الجنائيه بعد تعديلها بالقانون رقم 37 لسنة 1972 لم تشترط أيهما قدرا معينا من التسبيب أو صورة بعينها ،
( الطعن رقم 37025لسنة 85جلسة 16/11/2016 ) .
– وخلاصة المقال :- أن المحامى يدفع ببطلان القبض والتفتيش لعدم وجود التسبيب كشرط وجوبى لصحة الاذن .. ولكن هناك بعض أحكام محكمة النقض المصرية .. قضى فى مضمونها باكتفاء التسبيب فى التفتيش لمسكن دون القبض ومالحقه من تفتيش لشخصه.. فلا يشترط وجوبيا للاذن هنا التسبيب..ولم تسلتزمه مواد القانون ..

– فى هذه الحالة يكون عليك كمحامى الدفع بأحكام محكمة النقض المصرية. التى توجب التسبيب فى القبض والتفتيش لشخص . وتتمسك بحق المتهم لمافرضه وحدده الدستور الحالى لجمهورية مصر العربية. . كقيد على الحقوق والحريات للشخص .. فكما للمسكن حرمة … فانه للجسد حرمة ولاتقل عنها .. فيلزم ويجب التسبيب كشرط وجوبى لصحة الاذن .. والا فانك تخالف الدستور المصرى.
– فالتسبيب شرطا وجوبى فى الاذن سواء للقبض أو تفتيش الشخص أو تفتيش المسكن …

– وفى النهاية … فلنحتفل جميعا بذكرى السادس من أكتوبر . وﻻننسى شهداء مصر الذين فى قلوبنا ونفوسنا .. قبل أن يكونوا فى قبورهم …فان مصر وطنا ليس لنعيش فيه فحسب بل لنعلو به .. فلاتقسوا على مصر بتفتت وشقاق .. بل هو وطنا واحد وشعبا واحد ويدا واحدة مسلم أخا له بل حصنا ودرعا مسيحى .. فما مسيحى ومسلم سوى نسيج من خيطا واحدا . سقط شهيد على أرض سيناء فلم يعرف أكان عيسى أم كان محمدا . عاشت مصر وعاش أبنائها .. ورحم الله شهداء مصر من جيش وشرطة فهم ونحن نفتخر بهم … من طيب ثمار مصر .
– حفظ الله مصرا شعبا ورئيسا من كل شر ومن كل سوء.

علي عبدالجواد

صحفي مصري ، محرر بالمركز الإعلامي لنقابة المحامين ، حاصل على بكالوريوس في الإعلام - كلية الإعلام - جامعة الأزهر ، عمل كمحرر ورئيس قسم للأخبار في صحف مصرية وعربية.
زر الذهاب إلى الأعلى