ومضة قانون ( ١٠٨) ” دَرْسُ المَحْكَمَة الْإِدَارِيَّة.. لِلْقُدْوَة الْوَهْمِيَّة “

بقلم الأستاذ/ أحمد خميس غلوش المحامى بالاستئناف

كيفَ نُنمّى الحِسّ الفنّى في ظلّ هذا السّفه الغريب الموجود فى بعض الدّراما والأغانى ، والمتناقض مع أخلاقنا وتربيتنا الدّينيّة الإسلاميّة والمسيحيّة ؟ وماذا نعلِّم أطفالنا؟ ومتى نقوم برفض هذه الأمور التى قد تسبّب فى الفساد الدّينىّ ، و التّراخى الأسرىّ وضعف أواصره ، وضياع المشاعر والقيم والمُثل العُليا ، وتُسهم فى خلق جيلٍ لا يقوَى على تحمّل مسؤوليّة الزّواج المقدّسة ، والتّوهّم الخاطئ باعتبار أنّ الحبيب فقط يكون فى الأفلام ؟ مما يحدو البعض إلى رفع العديد من القضايا والنّزاعات الأسريّة أمام المحاكم ، نظرََا لغياب البطل الرّومانسىّ الوهمىّ المتواجد بتلك الأغانى بالنّسبة للزّوجة وافتقادها لتلك الأوهام ، أو فتاة الأحلام المزيّفة المنشودة بالنّسبة للزّوج المتمثّلة فى هذه الكليبّات .

وثمّة حُكم تاريخىّ للمحكمة الإداريّة العُليا ، جاء فيه ( أنّ المحكمة تسجّل الدّور السّلبىّ للفنّ ، ووسائل الإعلام بما فيها وسائل التّواصل الاجتماعىّ ، فبعض الأفلام غيّرت عقليّة النّشء دون الثّمانية عشر عامََا، حيث تُقَدِّم البطل على أنّه إنسان، فوضوىّ خارج عن القانون والعادات يفعل ما شاء وما أراد ، ويندفع وراء غرائزه عن طريق غير سوى متحدّيًا قِيم وتقاليد المجتمع ، فيتخذ الطّلّاب من تلك الشّخصيّة الفوضويّة عديمة المبادئ والقيم ، مثَلََا وقُدوة، ويصوّر هذا النّوع من الأفلام العديد من مظاهر الخِيانة وأقوال الفُحش والرّذيلة والجرائم والخُروج عن القانون ومشاهد العُنف…..) .

ولم نسلم من سهام الضّغائن والمكائد ، والأقنعة الزّائفة المُخبّأة خلف سِتار وشاشاتِ ( الفيس بوك ، وغيره من تقنيات المواقع الإلكترونيّة الافتراضيّة الوهميّة _المُسمّاة بالتّواصل الاجتماعىّ ) .

إذ تصف لنا بعض أوراق قضايا الطّلاق .. أنّ غالبيّة أسبابه مثلََا ، تعزى إلى ثمّة أشخاصٍ تشبه كَائِناتٍ وهميّة .. تَقْتَاْتُ على دماء ضحاياها الفيسبوكّيّين وما أكثرهم ! وَتُفَتِّشُ بين بياناتهم وتستدرجهم إلى براثن الخيانة وتدعوهم للدّخول فى كهوف ظلاميّة الفكر وتسميمهم بالمُعتقدات الخاطئة ، إذا ما غابت الرّؤية لدى الأهل وذويهم ،فهذه الكِيانات والحسابات تبحث دومََا عن مفتاح النّبض فى نفوس هؤلاء النّشء ..كَىْ تُورق خلاياهم ومخطّطاتهم من جديد .

والمُتَبَصِّر فى هذا التّفكك ؛ يرى التَّفاقم الرّهيب ، والتّناقض الغريب نتيجة حدوث فجوة الصّراعات ، وعدم وجود أيّ استقرارٍ ، لكن _ فقط يوجد الانفصال والتّشتّت الاجتماعىّ و القِيَمىّ والأخلاقىّ والرّقابىّ والأسرىّ بين كلٍّ من الصّغار والكبار ، حيث ازدياد نسَب الطّلاق والسّبّ والقذف والمتمثّل فى بعض الأفلام والمسلسلات وأغانى المهرجانات ، ونعايشه فى كوكب الفيسبوك بفيديوهاته ومنشوراته ، والمهيمن وحده هو قانونه . والقيادة السّياسيّة تسعَى جاهدةََ لتوفير حياة كريمة فى كلّ المجالات وبِناء الوعى ، فنرجو العودة لِلقِيَم !

حفظ اللَّٰه الوطن ..

abdo

صحفي بالمركز الإعلامي لنقابة المحامين؛ عمل في العديد من إصدارات الصحف والمواقع المصرية، عمل بالملف السياسي لأكثر من عامين، عمل كمندوب صحفي لدى وزارتي النقل والصحة، عمل بمدينة الإنتاج الإعلامي كمعد للبرامج التلفزيونية.
زر الذهاب إلى الأعلى