ومضة قانون ( ١٠٠ ) ” الفِيسبُوك وَرَدّ القَاضِي “

بقلم: الأستاذ/ أحمد خميس غلوش المحامي بالاستئناف

تُثير ثورة التّكنولوجيا أحيانََا .. جدلََا في بعض الأمور ، منها طبيعة العلاقات بين المستخدمين ، ولا شكّ أنّ برغم وجود فوائد عديدة جدََّا لها .. إلّا أنّ بعض المساوئ قد تنجم عنها مثل ” وسائل استخدام التّواصل الاجتماعيّ ، لا سيّما الفيسبوك ، وكعلاقة الصّداقة الافتراضيّة على الشّبكة العنكبوتيّة الإنترنت ” بين القضاة والخصوم ” .

فمن المتصوّر قانونََا .. أن يأتي شخصٌ يريد رفع دعوى ما إلى مكاتب أحد السّادة المحامين ويخبره .. بكونه صديق على الفيسبوك لبعض السّادة القضاة ، ويتفاجأ بأنّه هو ذات القاضي الّذي سيفصل في النّزاع الخاصّ به ، فماذا يحدث في هذه الحالة ؟

هل يمكن للخصم الآخر إذا علم بتلك الصّداقة ، أن يستعين بهذه الصّلة الوهميّة وتلك( المودّة )الافتراضيّة .. لاستبعاد قاضٍ من هيئة المحكمة الّتي تتولّى الفصل في هذه الدّعوى ، بأن يطلب ردّه تأسيسََا على وجود عَلاقة ( مودّة ) كما في شروط ردّ القضاة ، الموجودة في قانون المرافعات المصريّ وهل يمكن اعتبار “الصّداقة الفيسبوكّيّة” سواءََ كانت قائمة أو سابقة ” من ضمن معاني لفظة (مودّة) الواردة ، وهل تتّسِع لتشملها ، ونحو ذلك ؟
أو ماذا يفعل …….؟

فبِناءََ على موادّ القانون رقّم ١٣ لسنة ١٩٦٨ ( قانون المرافعات المدنيّة والتّجاريّة ، الكتاب الأوّل : ” التّداعى أمام المحاكم “والباب الثّامن : ( عدم صلاحيّة القضاة وردّهم وتنحّيهم ) ..

تقول المادّة (١٤٨) منه :

يجوز ردّ القاضي لأحد الأسباب الآتية :

(٤) إذا كان بينه وبين أحد الخصوم عداوة أو ( مودّة ) يُرجّح معها عدم استطاعته الحُكم بغير ميل .

خِتامََا .. يُمكن طرح التّساؤلات الآتية : هل صداقة بعض القضاة واستخدامهم وسائل التّواصل الاجتماعيّ ، مع أحد الخصوم كالفيسبوك مثلََا .. تنهض دليلََا لعدم الحياديّة ؟

وهل تكفي أم لا تكفي لِتَنَحِّي القاضي ؟

وهل نحتاج الآن .. إلى تشريع تعديلات في قانون المرافعات الصّادر عام ١٩٦٨م ؛ لِيُواكبَ حجم التّطوّر التّكنولوجيّ من ميتافيرس وفيسبوك وغيره .. واستحداث موادّ جديدة للتّوضيح ، ولتّنظيم العَلاقات بين المُتقاضين ؟

حفظ اللَّٰه الوطن .

abdo

صحفي بالمركز الإعلامي لنقابة المحامين؛ عمل في العديد من إصدارات الصحف والمواقع المصرية، عمل بالملف السياسي لأكثر من عامين، عمل كمندوب صحفي لدى وزارتي النقل والصحة، عمل بمدينة الإنتاج الإعلامي كمعد للبرامج التلفزيونية.
زر الذهاب إلى الأعلى