من قواعد «النقض» بشأن عقود الإيجار : سلطة محكمة الموضوع في تفسير العقود والاتفاقات مشروطه.. وتحديد مدة الإيجار بحياة المستأجر أو ورثته يعد عقدًا غير محدد المدة وينقضي بتنبيه أحد المتعاقدين

أجابت محكمة النقض في أثناء نظرها الطعن رقم ٦٥٩٠ لسنة ٧٩ قضائية، على عدد من الإشكاليات في النزاعات بين المؤجرين والمستأجرين بسبب عقود الإيجار الخاضعة للقانون المدني، وأرست المحكمة قواعد مهمة بشأن عقود الإيجار غير محددة المدة.

محكمة النقض تفسر وتستدل بالنص في المادتين 558 و 563 من القانون المدني

واستدلت المحكمة في حكمها بالنص في المادتين 558 و 563 من القانون المدني، فقالت إن نص المادتين يدل على أن المشرع استلزم توقيت عقد الإيجار واعتبر المدة ركناً فيه، وأنه إذا عُقِدَ العقد دون اتفاق على ميقات ينتهى فيه الإيجار أو تعذر إثبات المدة المدعاة أو عقد لمدة معينة بحيث لا يمكن معرفه تاريخ انتهاء الإجارة على وجه التحديد كأن ربط انتهاءها بأمر مستقبل غير محقق الوقوع تعين اعتبار العقد منعقداً للفترة المعينة لدفع الأجرة.

«النقض»: لا محل للاجتهاد أو القياس في وجود نص قانوني

واستكملت: «ويكون لكل من المتعاقدين الحق في إنهاء العقد بعد التنبيه على الآخر بالإخلاء في المواعيد المبينة بنص المادة ٥٦٣ سالفة الذكر والتى جاء النص فيها صريحاً بما يتعين تطبيقه ولا محل للقول بأن العقد ينعقد لمدة يحددها القاضى تبعاً لظروف وملابسات التعاقد أو أن الإيجار ينتهى بوفاة المستأجر أو بانقضاء ستين عاماً على إبرام عقد الإيجار قياساً على أحكام الحكر إذ لا محل للاجتهاد أو القياس وهناك نص قانوني يحكم الواقعة» .

«النقض»: سلطة محكمة الموضوع في تفسير العقود والاتفاقات مشروطه

قالت محكمة النقض إنه ولئن كان لمحكمة الموضوع السلطة التامة في تفسير العقود والاتفاقات واستخلاص ما يمكن استخلاصه منها دون رقابة عليها في ذلك من محكمة الـنـقـض؛ إلا أن ذلك مـشـروط بأن يكون تفسيرها لها سائغًا وأوفى بمقـصود العاقـديـن وظـروف التعاقد، مؤدياً إلى النتيجة التى انتهت إليها وبما يكفي لحمل قضائها .
«النقض»: تحديد مدة الإيجار بحياة المستأجر أو ورثته يعد عقدًا غير محدد المدة وينقضي بتنبيه أحد المتعاقدين
ذكرت المحكمة في حيثيات حكمها أنه إذ كان الثابت من صورة عقد الإيجار سند الدعوى المؤرخ 1/5/1998 والذى يخضع النزاع فى شأنه لأحكام القانون المدنى أنه تضمن فى البند الأول منه أن مدة الإيجار طيلة حياة المستأجر وورثته من الدرجة الأولى ومن ثم فإنه مع وجود هذا البند لا يُعْرَف على وجه التحديد تاريخ انتهاء الإجارة وبالتالى يضحى هذا العقد من العقود غير محددة المدة ويعتبر منعقداً للفترة المعينة لدفع الأجرة وهى شهر ويكون لأى من المتعاقدين الحق فى إنهائه إذا نبه على المتعاقد الآخر إعمالاً لنص المادة 563 آنفة البيان.
وتابعت: «وإذ كان الطاعن قد نبه على المطعون ضده الأول بموجب الإنذار المعلن إليه فى 8/11/2007 بإنهاء العقد فإن العلاقة الإيجارية تكون قد انتهت بهذا التنبيه ، وإذ خالف الحكم المطعون فيه هذا النظر وعمد إلى تحديد مدة الإيجار بفترة حياة المطعون ضده الأول وورثته من الدرجة الأولى فإنه يكون قد أخطأ فى تطبيق القانون بما يوجب نقضه».
طالع الحكم كاملا..
 

علي عبدالجواد

صحفي مصري ، محرر بالمركز الإعلامي لنقابة المحامين ، حاصل على بكالوريوس في الإعلام - كلية الإعلام - جامعة الأزهر ، عمل كمحرر ورئيس قسم للأخبار في صحف مصرية وعربية.
زر الذهاب إلى الأعلى