ذكرى يوم الكرامة

علي عبد الجواد – أشرف زهران

تحل اليوم، على نقابة المحامين الذكرى الأولى ل “يوم الكرامة” 15 يناير 2019، الذي يمثل احتفالا كبيرا للمحامين، ويعيد للأذهان مشاهد عظيمة في التفاف المحامين حول نقابتهم ونقيبهم، في ملحمة قادها النقيب العام سامح عاشور، للدفاع عن النقابة ضد غزو التعليم المفتوح.

ضرب المحامون في هذا اليوم أروع الأمثلة في الاصطفاف، والوحدة فى الدفاع عن قضاياهم وحقوقهم، وحضروا من مختلف أنحاء الجمهورية إلى مقر محكمة جنوب القاهرة بزينهم للتضامن ومساندة النقيب العام فى جلسة استئناف الحكم الصادر ضده من محكمة جنح مستأنف المقطم بحبسه عامين، وكفالة عشرين ألف جنيه فى اتهامه بمنع قيد خريجى التعليم المفتوح بنقابة المحامين.

أصداء حكم إدانة النقيب

لم يكن سماع الحكم بإدانة النقيب العام بالهيّن على المحامين. فعقب صدور قرار محكمة جنح مستأنف المقطم، انتفض المحامون يعلنون عن كامل دعمهم وتأييدهم للنقيب العام ومجلسه فى كل القرارات المتعلقة بالتنقية، خاصة فيما يتعلق بوقف قيد خريجى المفتوح، والذى بدا واضحا من توالى وفود المحامين على النقيب العام لإعلان التضامن، وتقديم الدعم والمساندة من شتى أنحاء الجمهورية، ومن مختلف الإدارات القانونية بشركات القطاع العام والخاص، ومن حملات التضامن عبر مواقع التواصل الاجتماعى، ومن إصدار النقابات الفرعية بيانات التأييد والتضامن.

شرف الدفاع في القضية

ومع استمرار حملات التضامن، وبعدّ المحامين مدافعين بطبيعة مهنتهم، أراد الجميع أن ينال شرف الدفاع عن قضية النقيب العام ليقينهم الكامل بأنها ليست قضيته وحده، وإنما قضية جميع المحامين فى الحفاظ على كيانهم ونقابتهم. ومع هذا الحماس المتزايد، خرج النقيب العام ليفصل القول بتوليه مهمة الدفاع عن نفسه وعن النقابة.

يوم جلسة “الكرامة”

أطلق المحامون على يوم جلسة نظر استئناف حكم النقيب “يوم الكرامة” لما يؤمنون به من أن هذه القضية تمس كرامتهم، وعزتهم، واستقلال نقابتهم، فحضروا منذ صباح ذلك اليوم متوافدين من شتى أنحاء الجمهورية، دفاعا عن حقوقهم وكيانهم، حاملين لافتات التضامن. ومع اقتراب انعقاد الجلسة، شهدت قاعة المحكمة تكدسا وازدحاما كبيرين من المحامين للاستماع لمرافعة نقيبهم فى قضيتهم. ولم يكن الزحام فى قاعة الجلسة فحسب، بل شهد محيط المحكمة حشدا كبيرا تجاوز خمسة آلاف محام.

أكثر من 4 آلاف محام منضم

قدم نقيب المحامين في بداية الجلسة، كشوف بأسماء ما يقرب من 4500 محام منضمين بالقضية، إضافة لحضور نقيب محامي الأردن مازن أرشيدان، وتوفيق النويري نقيب محامي بيروت، والأمناء المساعدين باتحاد المحامين العرب وليد العلوان وناصر كمال.

التعليم المفتوح نظام فاشل

وصف “عاشور” نظام التعليم المفتوح بالفاشل، وقال إن هدف هذا النظام كان جمع أموال مقابل منح شهادات معنوية لحملة الدبلومات مما يساعد في تحسين مستواهم الثقافي، مشددا: “نحن لا نقلل من شأنهم ومع عامل والفلاح والموظف والمجتمع يحتاج الجميع وفقا لدوره، ولكن المحاماة يكفيها خريجي كليات الحقوق المنتشرة على مستوى الجمهورية”.

انتصار الإرادة

لم يتحمل المحامون الانتظار لأكثر من ساعتين لإعلان انتصار إرادتهم. فعقب مرافعة نقيبهم، التى وصفت بالتاريخية، لم يكن أمام القاضى سوى إصدار حكمه بقبول الاستئنافين المقدمين من نقيب المحامين، سامح عاشور ، والنيابة العامة على الحكم الصادر ضده فى قضية التعليم المفتوح شكلا، وإلغاء الحكم، وعدم قبول الدعويين المدنية والجنائية لرفعهما بغير الطريق الذي رسمه القانون، لتنطلق هتافات الانتصار والفرح.

١٥ يناير يوما للمحاماة

وطالب أعضاء مجلس النقابة العامة للمحامين، بأن يكون يوم ١٥ يناير يوما يحتفل به المحامون كل عام لتتذكر الأجيال القادمة معركة الكرامة ضد قيد خريجي التعليم المفتوح وغيرهم من الذين لا يستحقون القيد بنقابة المحامين، مؤكدين أن المعركة لم تنته بعد، ولا بد من الاستعداد للتصدي لمثل هذه المحاولات، والملاحقة القانونية للمتجاوزين للنقابة والمحامين.

الدفاع عن نقيب المحامين

وعن اتهام نقيب المحامين، رأى العديد من أصحاب الرداء الأسود، أن اتهام نقيب المحامين عار وعيب، ومخالف للقانون والدستور، لأن نقيب المحامين مثل القاضي تمامًا عند مسئوليته التأديبية أو الجنائية، ويجب أن تُتبع معه الإجراءات المنصوص عليها في المادتين 105 و106 من قانون السلطة القضائية، مشددين على ضرورة توقيع الجزاء التأديبي على المحامي الذي رفع الجنحة على نقيب المحامين، طبقًا لقانون المحاماة، الذي يقرر أن أي شخص يوجه إهانة لنقابة المحامين، ولشخص رمز نقابة المحامين، يجب أن يقدم إلى مجلس تأديب، ويُحقق معه، ويُجازى بالجزاءات المنصوص عليها في قانون المحاماة.

إحياء ذكرى يوم الكرامة

وأحيت نقابة المحامين ذكرى ذلك اليوم، مؤكدة أنها ظلت وستظل دائما سيدة جداولها، رافعة شعار “النقابة للمشتغلين”، وأعدت فيلما تسجيليا يضم وقائع هذا اليوم تخليدا لذكراه.

علي عبدالجواد

صحفي مصري ، محرر بالمركز الإعلامي لنقابة المحامين ، حاصل على بكالوريوس في الإعلام - كلية الإعلام - جامعة الأزهر ، عمل كمحرر ورئيس قسم للأخبار في صحف مصرية وعربية.
زر الذهاب إلى الأعلى