التنمر أقوال مسمومة تسوجب العقاب

كتبه: شهاب الدين محمد محام

ولعل من الظاهر في ظل وباء الكورونا المستجد والناس جميعا في حالة من الذعر قد يؤثرون علي أشخاص آخرين بسبب الكلمات الغاشمة والتي تؤثر بشكل ملحوظ علي الشخص المتلقي لهذه الكلمات الغاشمة والتي تكون مقصودة في حد ذاتها لهدم الشخص وإذائه معنويا ولعل أبرز أشكال التنمر يكون إساءة لفظية أو مكتوبة أو إلكترونية وقد تصل في بعض الأحيان إلي العنف وقد يأخذ شكل التحرش الجنسي او التمييز العنصري وكل هذه الأشكال وأكثر منها وذلك الآثر الذي يتركه المتنمر علي الاشخاص يصيب المجتمع ككل وليس المتنمر عليه فقط لأن ببساطة أن هذه الظاهرة قد تتكرر في المدارس والجامعات والعمل فإنها موجودة بشكل ظاهر في كل مكان تتواجد فيه اما الهدف منها ترك آثار معنوية قد تدمر الشخص وقد يصل الأمر للوفاة وهذا الأمر الخطير يسوجب الكثير من المتابعة ولأن الدرسات الأخيرة حسب موقع الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الأدمان في مصر علي أن عدد مستشفيات الخاصة بالعلاج النفسي قليلة جدا بالاضافة الي ان الآثر المترتب علي التنمر يأخذ شهور للعلاج بالإضافة أنه مكلف جدا وليست كل الأفراد قادرين علي العلاج وهنا يأتي السؤال هل المتنمر متهم يستوجب العقاب علي الأفعال التي صدرت منه وأدت الي هذه النتيجة البالغة للخطورة ؟ أم لا .
المشرع المصري رأي أن هذا الفعل يستوجب العقاب لأن الآثر المترتب علي الفعل خطير وقد يسبب الوفاة ومن هنا نبدأ ونقول القانون المصري يعاقب علي التنمر والتمييز
بقوليه يعاقب بالحبس وبغرامة لا تقل عن ثلاثين ألف جنيه ولا تجاوز خمسين ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من قام بعمل أو الامتناع عن عمل يكون من شأنه إحداث التمييز بين الأفراد أو ضد طائفة من طوائف الناس بسبب الجنس أوالأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة وترتب علي هذا التمييز إهدار لمبدأ تكافؤ الفرص أو العدالة الإجتماعية أو تكدير للسلم العام وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر والغرامة التي لا تقل عن خمسين ألف جنيه ولا تتجاوز مائة ألف جنيه أو بإحدي هاتين العقوبتين اذا إرتكبت الجريمة المشار إليها في الفقرة الأولي من هذه المادة من موظف عام أو مستخدم عمومى أو أي إنسان مكلف بخدمة عموية . وهنا يتضح أن المشرع المصري قد أوجب العقاب عن هذا الفعل الخطير بعقوبة تستوي مع جسامة الفعل .
ونخلص بقول الله تعالي : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11
وأخيرا أحب أن أوضح أن التنمر جريمة مجتمعية كما تناولنا سلفا وأن من يفعل هذا الفعل الآثم يستوجب العقاب .
حفظكم الله من كل مكروه .

علي عبدالجواد

صحفي مصري ، محرر بالمركز الإعلامي لنقابة المحامين ، حاصل على بكالوريوس في الإعلام - كلية الإعلام - جامعة الأزهر ، عمل كمحرر ورئيس قسم للأخبار في صحف مصرية وعربية.
زر الذهاب إلى الأعلى