التشريع الوقائي

كتبه: هاني عادل هدهود المحامي

عندما تزداد الخطورة الاجرامية لجريمة ما وتؤثر بالسلب علي المجتمع يتجلي دور المشرع اليقظ كممثل للدولة في وظيفتها الاهم لحماية المصالح الاجتماعية , لغلق كل الطرق المؤدية الي تلك الجريمة عن طريق تجريم كل الاعمال التحضيرية لها .
والتشريع الوقائي نهج ينتهجه المشرع غالبا في الجرائم الماسه لحياة المواطن وسلامة جسده , حتي ولو لم يترتب عليها اي ضرر وهو ما انتهجه بعض المشرعين في قوانين مكافحة الارهاب وقوانين حماية المستهلك .
ولعل الفكرة قد راودتني هذه الايام اثناء متابعة تداعيات فيروس كرونا وبزوغ دور الجندي المجهول في عالم الطب الا وهو الطب الوقائي , الدور الذي يجهله معظمنا بالرغم من اثره الواضح في حال تطبيق قواعده .
واستباق الجريمة ما هو الا وقفة جاده وحاده من مشرع متفهم لمجتمع يشرع له , مشرع يدرك الحاله الاجتماعية والنفسيه لمجتمعه , ويتوقع احتمالات ارتكاب الجرم في المستقبل مع التاكيد والاقرار بحقوق افراده وعدم التعدي عليها ,مشرع لا ينتظر وقوع الجريمة وانما يسبقها ويمنعها .

 

علي عبدالجواد

صحفي مصري ، محرر بالمركز الإعلامي لنقابة المحامين ، حاصل على بكالوريوس في الإعلام - كلية الإعلام - جامعة الأزهر ، عمل كمحرر ورئيس قسم للأخبار في صحف مصرية وعربية.
زر الذهاب إلى الأعلى