‎مفهوم البحث العلمي وأهميته

‎محمد السيد عبد الرازق

يعتبر البحث العلمى أهم أداه لتطوير المجتمعات، وهذا ما تؤكده تجارب الدول المتقدمة حيث يتم إعتماد البحث العلمى فى مختلف مجالات الحياة، ويرتبط مباشرة باحتياجات المجتمع، وبالنظر إلي البحث العلمى فى مصرنا الحبيبة والدول العربية نجد ثقافه البحث العلمى ضائعة فى وطننا العربى، ومن العجيب أنه يعد من أولى متطلبات العصر الحديث، وعلي الرغم من محاولة العديد من الدول العربية الاهتمام بالبحث العلمى إلا أنه لا تزال غير قادرة علي إنتاج المعرفة التى تلبي احتياجاتها التنموية، رغم ثروتها الهائله، وأيضا نجد الاهتمام بالبحث العلمي أقل مما ينبغي ولا يتناسب مع التاريخ العربي والإسلامي في مجال البحث العلمى، ففى العصور الوسطى قدم الفكر العربى والإسلامي للإنسانية أهم مصادر المعرفة، بينما كانت دول الغرب غارقة في ظلام الجهل، وهذا يدل علي أصالة البحث العلمى العربي وأسبقيته قبل أن يمر الغرب بالتراث العلمى العربي والإسلامي ويضيف إلية تطورات جديدة ويوليه اهتماماً كبيراً.
‎مفهوم البحث العلمى:
‎وقد أختلفت اتجاهات الباحثين في تعريف البحث العلمى وفقاً لميولهم.
‎فقد عرفه عبد الباسط خضر: أنه عملية فكرية منظمة، يقوم بها شخص يسمى ( الباحث ) من أجل تقصى الحقائق فى مسألة أو مشكلة معينة تسمى ( موضوع البحث ) باتباع طريقة علمية منظمة تسمى ( منهج البحث ) بغية الوصول إلى حلول ملائمة للعلاج، أو إلى نتائج صالحة للتعميم على المشكلات المماثلة تسمى ( نتائج البحث ).
‎وأيضا عرفه فريدريك كيرلنجر: أنه تقص تجريبي ناقد، ومنظم، ومضبوط لافتراضات تحدد طبيعة العلاقات بين متغيرات ظاهرة معينة.

‎واخيراً عرفه محمد عناية: التقصي المنظم باتباع أساليب ومناهج علمية محددة للحقائق العلمية، بقصد التأكد من صحتها، وتعديلها أو اضافه معلومات جديدة لها.

‎وبالنظر إلي إلى العديد من التعريفات لبيان مفهوم البحث العلمى نجد أنها تشترك فى عدة نقاط منها:
‎١- عدم اتباع البحث العلمى علي الطرق غير العلمية فهو يتبع منهجاً واسلوباً منظماً في البحث.
‎٢- يمتلك البحث العلمي القدرة على التكيف ضمن البيئة التي يتم دراستها وبالتالي القدرة على السيطرة عليها، فهو يهدف إلى زيادة معرفة الانسان وتوسيعها.
‎٣- يُستخدم البحث العلمي في مختلف المجالات سواءً التربوية، والاجتماعية، والاقتصادية، والمهنية، والمعرفية على حدٍّ سواء، فهو يشمل ميادين الحياة جميعها بمشكلاتها المختلفة.

‎يمكن تعريف البحث العلمي اعتماداً على ما سبق على أنه عمليّة مخطط لها، تتسم بالموضوعية، وتعتمد على مجموعة من الخطوات، بهدف البحث في ظاهرة معينة، ومعرفة الحقائق، والمبادئ اللازمة لاكتشاف حلول تتعلق بالمشكلات، وفي المجالات جميعها.

‎أهمية البحث العلمى:

‎بالنظر إلى البحث العلمى نجد أنه له أهمية كبري تعود علي الباحث نفسه أولاً، ومن ثم أهمية تعود للمجتمع بأثره.
‎فهو يساعد الباحث علي اكتساب المعلومات الجديدة، ويساعده علي القدرة في تحديد أهدافه بدقه، كما أيضا يساعده في منح القدرة علي تحليل الظواهر وكذلك اكتساب الصفات الحميدة، ومن خلال البحث العلمى يستطيع الباحث التوصل إلى كافة المصادر التي تساعده علي إيجاد المعلومات الدقيقة، ويساعده في الحصول علي مكانه مرقوقه في المجتمع التي يعيش فيه، وكذلك يعود البحث العلمي الباحث علي الصبر، ويجعله يواكب أهم التطورات التي تتعلق وترتبط بالبحث العلمي.

‎أهمية البحث العلمي بالنسبة للمجتمع
‎يساهم البحث العلمي في تخلص المجتمع من الظواهر السلبية وذلك لأن البحث العلمي يجد الحلول لهذه الظواهر، يساهم البحث العلمي في تقدم المجتمع في كافة نواحي الحياة، يلعب البحث العلمي دورا كبيرا في دفع عجلة التطور نحو الأمام، للبحث العلمي دور كبير في إثبات صحة النظريات الصحيحة، وتصحيح النظريات الخاطئة.
‎ونستنتج مما سبق أن البحث العلمي هو المحرك الأساسي لعجلة التطور والتقدم، وذلك من خلال الاكتشافات التي يقدمها في المجالات كافة.
‎نأمل أن أكون قدمت لحضراتكم جانب من جوانب البحث العلمي ولو بقدر بسيط، ألا وهو مفهومه، وأهميته، ولاحقاً بإذن لله تعالي نسلط الضوء علي خطوات البحث العلمى، ونسأل الله تعالي التوفيق للجميع.

المراجع: 
١- [ أكاديمية BTS الإلكترونية ]
٢- [ موسوعة موضوع الإلكترونية ]
٣- [ واقع البحث العلمى فى البلدان العربية للدكتوره هادية العود البهلول ]

علي عبدالجواد

صحفي مصري ، محرر بالمركز الإعلامي لنقابة المحامين ، حاصل على بكالوريوس في الإعلام - كلية الإعلام - جامعة الأزهر ، عمل كمحرر ورئيس قسم للأخبار في صحف مصرية وعربية.
زر الذهاب إلى الأعلى