ومضة قانون ( ١٠ ) القَانُوْنِىُّ القَدِيْم

كتبه : أحمد خميس غلوش

فى البدءِ كان القُدمَاء المِصريّون يُتابعون كلّ أُمور حياتهم بدقّةٍ شديدةٍ جدََّا وإتقانٍ بديعٍ ، إلى اليوم يندهش زوّار تلك الحضارة المصريّة العريقة من السّائحين ، ويَنبَهِرُ المُهتمّون بها وغيرُهم .

حيث انطلقت هذه الحضارة فى كافّة العلوم والمجالات والوظائف ومن ضمنها القانون والقضاء وتنظيم المحاكم ونحوه .

فعبارة ” العَدْل أسَاس المُلْك ” ، جذورها فى الأصل تمتدّ إلى الحقبة الفرعونيّة القديمة .

ولو طالعنا كُتب فلسفة القانون وتاريخه الّتى تُدَرّسُ فى كليّات الحقوق والشّرطة والشّريعة والقانون .
لوجدنا تفاصيل ذلك .

تروى لنا أوراق البردى تاريخ تلك الأنظمة القضائيّة ، فالإله “ماعت” : كان رمزََا مِقدّسََا للعدالة عندالمصريّين القُدماء الّذين حرِصوا على تحقيق العدالة ، وأنّ جميع المصريين وطبقاتهم مُتساوون أمام القانون .

والمُرافعات فى قضاياهم كانت تُدوّن فى ذلك النّظام القضائىّ ، وثَمَّ شبه إجماعٍ من المؤرّخين على أنّ أقدم نظام تقاضى مُنظّم ومُحكَم .. كان بمصرَ الفرعونيّة .

لاسيّما انتشار المحاكم فى عصر الأُسْرة الخامسة ، فكانت تُسَمّى بالمساكن المبجّلة وتعتمد على
الاستقلاليٌة ، فلكلّ بلد محكمته الخاصّة ، والملِكُ باسمه تصدر الأحكام لكونه .. رئيس السّلطة القضائيّة العُليا فى البلاد ، وتنوّعت درجات التّقاضى ، بل استُحدِثَت أنظمةٌ قضائيٌة خاصّة كالقضاء العسكرىّ .

وأنشأوا محكمة الآخرة كذلك تطبيقََا لفكرة البعث ومُحاسبة أرواحهم .. تقديسََا لمبدأ العقوبة والثّواب .

فالمصرىّ القديم فطِنَ للحقّ مُبكّرََا ، وأمسك مشاعل التّنوير بكفّيه بعد أن زرع بمعاولَ الحُريّة صحارى
العبوديّة وحرثت أفكارُه أراضى الجهل .. فأثمرت زراعاته ، وأنار للبشَريّة طريق الحضارة .

علي عبدالجواد

صحفي مصري ، محرر بالمركز الإعلامي لنقابة المحامين ، حاصل على بكالوريوس في الإعلام - كلية الإعلام - جامعة الأزهر ، عمل كمحرر ورئيس قسم للأخبار في صحف مصرية وعربية.
زر الذهاب إلى الأعلى