«الإدارية العليا» تلغي قرار عدم قبول حاصل على بكالوريوس من «أكاديمية الشرطة».. وتوضح: شرط حسن السمعة والسيرة المحمودة يطبق على «الأسرة بالمعنى الضيق»

 

كتب: محمد علاء

أصدرت المحكمة الإدارية العليا، حكما بإلغاء قرار عدم قبول طالب حاصل على بكالوريوس تربية رياضية عام ٢٠١٦ /٢٠١٧ من أكاديمية الشرطة قسم الضباط المتخصصين.

وكان قرار عدم قبوله يرجع إلى عدم توافر شرط حُسن السُمعة والسيرة المحمودة، استنادًا للمعلومات الجنائية المُسجّلة والواردة من إدارة البحث الجنائي ومصلحة الأمن العام والتي تفيد سابقة اتهام زوج ابنة عمه في عدد من القضايا، واتهام خاله بحادث سير إصابة خطأ، ومن ثم ينتفي في حقه أحد الشروط المتطلبة قانونًا للقبول بقسم الضباط المُتخصصين بأكاديمية الشرطة.

ورأت المحكمة، أن هذه الاتهامات انقضى بعضها بمضي المدة وبالتصالح وأن تلك الاتهامات فضلا عن عدم تأثيرها في توافر شرط حسن السمعة والسيرة المحمودة في الطاعن هي منسوبة لأقارب خارج الأسرة بالمعنى الضيق، والتي تشمل الأب والأم والإخوة، حسبما استقر قضاء هذه المحكمة وفي ضوء خلو الأوراق من أي شائبة تنال من توافر هذا الشرط في حق الطاعن، فلا يجب الادعاء بافتقاده هذا الشرط، ولا يستقيم منطقًا وقانونًا أن تقف هذا الاتهامات، رغم انقضائها عقبة في مسيرة الطالب تحول دونه وتحقيق آماله، وتلبية طموحاته وإلحاقه بالدراسة في المجال الذي يصبو إليه، خدمة لوطنه ومجتمعه، رُغم استيفائه الشروط المُقررة، وتمتعه بالقُدرات المؤهلة.

وقالت المحكمة الإدارية العليا، إن هناك مهام جسيمة أوكلها المشرع لهيئة الشرطة بداية من المحافظة على النظام العام والأمن بحماية الأرواح والأعراض والأموال ومنع الجريمة قبل وقوعها وكفالة الطمأنينة للمواطنين في كافة مجالات حياتهم، ومن ثم استلزم المشرع فيمن ينتمون لهذه الهيئة قدرًا كبيرًا من الأمانة ونزاهة القصد والبعد عن الريب والظنون واستوجب أن تكون هذه الشروط متوافرة عند قبول الطالب بكلية الشرطة، فوجب أن يكون محمود السيرة حسن السمعة .

وأضافت: «المشرع لم يحدد أسبابـًا لفقد حسن السمعة والسيرة الحميدة، وأطلق لجهة الإدارة المجال في التقدير تحت رقابة القضاء الإداري الذي استقر على أن السيرة الحميدة والسمعة الحسنة هي مجموعة من الصفات والخصائص التي يتحلى بها الشخص فتكسبه الثقة بين الناس وتجنبه قالة السوء وما يمس الخلق، ومن ثم فهي لصيقة بشخصه ومتعلقة بسيرته وسلوكه، وتعتبر من مكونات شخصيته، ولا يؤاخذ على صلته بذويه إلا إذا كان فيما نسب إليهم ما ينعكس على سمعته وسيرته، والمقصود هنا بالأقارب هم الأقارب الملاصقون له، الذين تربى بينهم ونشأ في كنفهم وهم الأب والأم والإخوة، أي الأسرة بالمعنى الضيق، بحسبان أن المبدأ العام المهيمن في هذا الشأن والواجب الأخذ به هو “ألا تزر وازرة وزر أخرى” “وأن ليس للإنسان إلا ما سعى”».

 

علي عبدالجواد

صحفي مصري ، محرر بالمركز الإعلامي لنقابة المحامين ، حاصل على بكالوريوس في الإعلام - كلية الإعلام - جامعة الأزهر ، عمل كمحرر ورئيس قسم للأخبار في صحف مصرية وعربية.
زر الذهاب إلى الأعلى