الأحداث التي شهدتها الغرفة !

بقلم: أحمد سلام

أن تكون مستشاراً للأمن القومي شاهداً علي كل مايجري في البلاد من الموقع الأخطر في أي نظام حكم فذاك يعني أن يكون قلبك قبراً لكل حرف تسمعه وبالأحري ماجري قد جري ولاحديث أبداً عما جري مهما جري وأي قول غير ذلك قطع الرقاب . !
…. أما لو كان الأمر في الولايات المتحدة الأمريكية فالأمر تم تمريره رغم أنف رئيس الدولة الذي هو رئيس أكبر دولة في العالم وقد وقف عاجزا أمام أخطر كتاب من الممكن أن يكون من مسببات عدم بقاءالرئيس ترامب في الأبيض لفترة رئاسية جديدة . !
…. أتحدث عن كتاب ” الغرفة التي شهدتها الأحداث ” الذي كتبه جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق الذي أقيل من منصبه من جانب الرئيس ترامب ليعكف علي توثيق فترة عمله وبالمجمل ماجري من أحداث في بؤر الصراع في العالم وتصرفات الرئيس ترامب من خلال وصف دقيق لكل ماجري علي نحو فاضح ولهذا كان اللجوء للقضاء الأمريكيي لوقف نشر الكتاب ولكن القضاء الأمريكي رفض وقف الكتاب الذي خرج للأسواق الثلاثاء 23 يونيو وقامت مواقع التواصل بنشر فقرات منه بعد عرض ملخص له في المواقع الأخبارية فضلا عن تحميله وهو مايجد رواجاً.
…… تناولي لكتاب مستشار الأمن القومي الأمريكي ليس عرضا للكتاب العاصفة إنما لسقف الحرية الذي جعل الكتاب يخرج للنور رغم أنف رئيس أكبر دولة في العالم .
…… لقد قرأت ملخصا للكتاب أستوقفني فيه ماكتبه بولتون من أن ترامب مغرم بالزعماء السلطويين الأجانب أمثال بوتين واردوغان وشي جي بينج .!
….ورد في الكتاب أيضاً “ترامب يريد الخروج من سوريا وأفغانستان لكنه لا يعرف المَخرج.
…..ويقدم الكتاب صورة مفصلة لكيفية نجاج اردوغان في الوصول إلى ما يبتغيه من الادارة الأمريكية في كل القضايا التي تقع تحت سلطة ترامب المباشرة. وهذا مايفسر الخروج الغامض من سوريا والموقف المريب من الأزمة الليبية . !
… وإستطرد بولتون فيما يتعلق بتركيا تحت عنوان :مصالح ترامب التركية بالقول
أن علاقة اسرة ترامب التجارية مع تركيا إلى عام 2012 مع تدشين برج ترامب في اسطنبول حيث حضر هو وصهره جاريد كوشنير مع الشريك التركي محمد علي يالشين داغ، الذي وصفه ترامب أثناء الافتتاح بأنه “صديق عظيم” لابنته إيفانكا. وكتبت إيفانكا وقتها تغريدة تشكر فيها أردوغان، رئيس الوزراء في ذلك الوقت لحضوره افتتاح البرج.
….. كشف إذا كتاب بولتون عن أسباب تغول أردوغان في الشرق الأوسط بضوء أخضر من ترامب التاجر الذي لم يفارق أسلوب رجال الأعمال في تعاملاته حتي وهو في البيت الأبيض
….. الكتاب العاصفة تطرق لوقائع عديدة تركت تصورا معينا لدي القارئ مفاده أن الرئيس ترامب لايصلح رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية .
…… في تصوري أن ماورد في كتاب مستشار الأمن القومي الأمريكي يتفق وصورة الرئيس ترامب خارج الولايات المتحدة الأمريكية التي تسمح بالقول بأن كل شيئ يصدر عنه ليس مفاجأة بل متوقع ماهو أكثر! .
….. في تصوري أيضا كمراقب للأحداث أن كتاب جون بولتون لن يؤثر علي فرصة الرئيس ترامب في البقاء في البيت الأبيض الأمريكي لفترة رئاسية جديدة من منطلق أن حسابات المواطن الأمريكي دوما هي الداخل ومعاير دخول ترامب البيت الأبيض لم تزل تسمح له بالبقاء رئيسا لفترة ثانية وقد راهن الناخب الأمريكي بالحسابات الأمريكية علي رجل أعمال ليكون رئيسا رغم أن كل المعطيات كانت تمنح هيلاري كيلنتون فرصة أن تكون أول إمرأة تترأس الولايات المتحدة الأمريكية ولكن الناخب الأمريكي لايريد الخلفية التي أتت منها هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية خلال عهد الرئيس أوباما .
…. عاصفة كتاب مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق جون بوتون أشد ضراوة في الشرق الأوسط الذي تابع أجواء تلك العاصفة بالمتابعة علي أمل أن ينتصر الرئيس الأمريكي في معركة وقف نشر الكتاب ولكن الحرية إنتصرت لمستشار الأمن القومي الأسبق وبالتالي لاجدوي من قراءة تفاصيل الأحداث التي شهدتها الغرفة لأن السياسة الأمريكية كما الشمس لاتتغير وإن حَكم البلاد ممثل أو رجل أعمال أو حتي عامل نظافة . !
…… جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق خارج السلطة فَعل ما أراد وكشف المستور.حي يرزق لم تصدمه سيارة أو ينتحر بعد ترك رسالة مفادها أنه قد يأس من حياته لهذا يستحق أن أكتب عنه هذا المقال الذي يُعد هوامش علي عاصفة كتاب لايُمكن أن يري النور لو صدر عن مسؤل سابق في الشرق الأوسط . !

علي عبدالجواد

صحفي مصري ، محرر بالمركز الإعلامي لنقابة المحامين ، حاصل على بكالوريوس في الإعلام - كلية الإعلام - جامعة الأزهر ، عمل كمحرر ورئيس قسم للأخبار في صحف مصرية وعربية.
زر الذهاب إلى الأعلى