يوسف درويش.. محامي وحقوقي بارز ولد لأسرة يهودية وجد فنانة معروفة

 

كتب: محمد علاء

يوسف درويش (2 أكتوبر 1910 – 7 يونيو 2006) محامي وحقوقي وكاتب مصري، ولد في أسرة يهودية قرائية مصرية.

نشأته

أمضى طفولته في منطقة العباسية وأنتقل بعد ذلك الي حي مصر الجديدة حيث كان يعمل والده في مجال المصوغات، ودرس في المدارس الحكومية حتى سن 12 عاماً، والتحق بمدارس الفرير الابتدائية والثانوية حتى سنة 1930.

بعدها ذهب إلى فرنسا لدراسة التجارة ولكنه كان ينوي دراسة القانون، والتحق بمدرسة التجارة العليا بتولوز في أكتوبر 1930 وحصل على دبلوم التجارة العليا من هذه المدرسة عام 1932، وكان قد التحق في ذات الوقت بكلية الحقوق في تلك المدينة ونجح في السنة الأولى فيها.

ثم انتقل بعد ذلك إلى اكس أين بروفانس في جنوب فرنسا والتحق بكلية الحقوق بها حيث حصل على ليسانس الحقوق عام 1934، كما التحق في ذات الوقت بمدرسة الدراسات التجارية العليا عام 1933 وقدم آنذاك رسالة عن “القطن في مصر” للحصول على تلك الشهادة.

بداية عمله بالمحاماة

عاد يوسف درويش إلى مصر في أكتوبر 1934، وعمل بعد بضعة شهور محامياً أمام المحاكم المختلطة التي كانت مزدهرة وقتئذ ودرس القانون المصري وحصل على ليسانس الحقوق من جامعة الإسكندرية عام 1944.

وكان في البداية متخصصا في القضايا التجارية وخاصة قضايا الإفلاس، ثم غيّر مساره بعد ذلك وتخصص في قضايا العمل وفي النشاط النقابي العمالي وقد بدأ ذلك عام 1941- 1942، وأصبح محاميا لأكثر من 60 نقابة (وكان عدد النقابات وقتئذ 167 نقابة) في القاهرة وضواحيها أساسا وفي الإسماعيلية وبورسعيد.

إشهار إسلامه

أشهر درويش إسلامه في نوفمبر 1947، حيث كان ينتمي إلى عائله مصرية لها وجود بعيد في مصر، ومن أشهر أفرادها مراد بك فرج الذي كان محاميا للخديوي عباس الثاني وهو كاتب وباحث وشاعر، له كتب في القانون وكتب في تاريخ الفدائيين وكذلك الموسيقار المعروف داود حسني.

وكانت أسرته تنتمي لطائفة اليهود القرائيين، الذي اسسه عنان بن داود ويقوم على الايمان بالتوراة فقط دون التلمود ورفض العودة إلى فلسطين، وكان اليهود الربانيون لا يعتبرون القرائيين يهودا، وكذلك النظام العنصري في ألمانيا النازية الذي لم يعد القرائيين يهودا واستثناهم من الإجراءات التي كان قد اتخذها ضد اليهود عموماً.

عائلته

رزق يوسف درويش عام 1943 بولد اسماه “مجاهد” لأنه كان في ذروة النضال، وفي عام 1949 أنجب بنتاً أسمتها والدتها “نولة” باعتبارها هدية، وهو جد الممثلة بسمة.

حياته السياسية

ألمحت ابنته نولة أنه قبل سفره إلى فرنسا عام 1930 كان يوسف درويش يهتم كثيرا بالقضايا السياسية، وكان وفدياً مثله مثل الكثير من المصريين آنذاك، وله ذكريات كثيرة في هذا الشأن، فعلى سبيل المثال عندما عاد سعد زغلول من المنفى بمالطة وكان درويش يبلغ وقتها 12 أو 13 سنة ذهب إلى محطة مصر ليستقبل مع الشعب المصري زعيم الأمة، وكان يتردد على بيت الأمة لرؤية زعيم البلاد، وعندما توفي سعد زغلول في 23 أغسطس 1927 استمر يرتدي البزة السوداء لمدة سنة كاملة.

وتذكر ابنته أيضا أنه كان يذهب بانتظام لحضور اجتماعات وجلسات مجلس الأمة، وكان حاضرا مصادفة في جلسة النواب التي هاجم فيها عباس العقاد الملك فؤاد الذي قرر إبعاد الوفد عن الحكومة وسمعه يقول كلمته الشهيرة “إذا وجب علينا فسوف نقضي على أكبر رأس في البلد”، كما قام مع صديقه حامد سلطان عام 1930 بمظاهرة خارج البرلمان ضد الملك الذي كان قد قرر إقالة وزارة النحاس باشا.

وقالت أنه في فرنسا اهتم كثيرا بالسياسة حيث شارك في تولوز في المظاهرات الصاخبة ضد النازية، كما كان تعلق يوسف درويش بمصر والعروبة كبيرا فكوّن مع كل من حامد سلطان وتوفيق عبد الواحد ومحمد شفيق (الذي أصبح بعد ذلك موظفا ببنك مصر) وبهاء الدين كامل (والد الدكتور حسين كامل بهاء الدين) جمعية في تولوز عام 1931 تحت اسم “جمعية الطلبة العرب” والتي كانت تعمل من أجل الاستقلال ومحاربة الاحتلال، وقد انضمت إليها الغالبية العظمى من الطلبة العرب في تلك المدينة ومن بينهم جزائريين والذين أصبحوا بعد ذلك من قادة الثورة الجزائرية.

ونوهت أن “درويش” إلى أنه في أكس أين كوّن مع بعض الطلبة الفرنسيين لجنة الطلبة ضد القانون والحرب عام 1933 وتمكن بمساعدة صديقة شيوعية من حضور بعض اجتماعات خلية الحزب الشيوعي في هذه المدينة.

 

وقد أصدر منشور باسم الطليعة الشعبية للتحرر عام 1946 والذي عرف أيضا باسم “طليعة العمال”، ثم تغير اسمه إلى الديمقراطية الشعبية عام 1948 وأخيرا اسم حزب العمال والفلاحين الشيوعي المصري في مؤتمر عام 1957، وقد دخل في الحزب الشيوعي في نفس العام، واعتقل يوسف درويش أكثر من مرة لعمله السياسي.

وبعد حل الحزب الشيوعي المصري العام 1962 أسس مع ميشيل كامل “منظمة شروق الشيوعية”، التي توحدت مع حلقة ” حدتو” عام 1975 وشكلت الحزب الشيوعي المصري في أوائل مايو عام 1975.

وفي عام 1967 عرض عليه الدكتور جمال العطيفي في جريدة الأهرام أن يتولى منصب سكرتير الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والتشريع، وقد قبل هذا العرض وعمل بالفعل سكرتيرا للجمعية في الفترة من 1967 حتى 1973.

وغادر يوسف درويش مصر ليقيم في براغ عاصمة تشيكوسلوفاكيا، ويمثل الحزب الشيوعي في هيئة تحرير مجلة السلم والاشتراكية التي تصدرها أحزاب شيوعية ويسارية.

ومع تفجر الخلافات داخل الحزب الشيوعي المصري عام 1984 خرج من الحزب عدد من الكوادر، وكان من بينهم يوسف درويش الذي شارك مع ميشيل كامل وأحمد الهلالي وعدد من القيادات اليسارية في تأسيس حزب الشعب الاشتراكي عام 1989.

كتب ترجمها إلى العربية

– تاريخ يهود النيل.

– وثائق من واقع اليسار الماركسي الفرنسي.

– أوضاع عمال الصناعة الكبيرة في القاهرة وضواحيها.

 

زر الذهاب إلى الأعلى