ومضة قانون ( ٨ ) “النّقيب “

بقلم: أحمد خميس غلوش

القارئ للتّاريخ أو المحبّ للثّقافة ، لزامََا عليه قراءة مُختلف الكتب والتّأمّل لطبائع الشّعوب ، وكيفيّة التّفكير لديهم ، لأنّ الأدب مرآة حقيقيّة تُترجم .. وتعكس كافّة أنواع الحياة ، وتُبَلور أشكالها أمام الأجيال .

وهذا ما يُجسّده باقتدار ؛ مُؤلَّف * الأديب رجائى عطيّة – المفكّر الإسلامىّ والفقيه المحامى *
ليُعطى لنا أروع الأمثلة ، فى التدّبر والتّأمّل و ضرورة أن نطرق كلّ أبواب المعرفة ، وننهل من ينابيع الثّقافة .

لقد كتب أستاذُنا عن حياة شاعر وفيلسوف أمريكىّ ، فقام بنقل وعرض‎ ‎عن الإنجليزيّة ” قد تكون الدّيانة تجسيدََا للعقل ” عن كتاب حياة العقل للشّاعر والفيلسوف الأمريكى – ( جورج سانتايانا ) ‏‎.‎

وفيه يقول – رجائى عطيّة :

(( اعتاد كثيرون أن ينسبوا للأديان بعامّة أنها لا تحتفى بالعقل ، وتأخذ بالآدمى إلى منطقة بعيدة بقدر أو بآخر عن إعمال العقل والتفكير .

واتّهام الأديان بالابتعاد عن العقل اتّهام قديم ، دفعه المتديّنون وعلماء الأديان ، وعنيت الكتابات الإسلاميّة بخاصّة بالتّنويه بأنّ الإسلام بالذّات عنى بالعقل‎ ‎‏ عنايةََ جمّة لم يعن بها أىٌ دين من الأديان ، وتكرّرت الإشارات إليه فى القرآن المجيد بكلّ وظيفة من وظائفه ، سواء فى مسائل العقيدة أو فى بدائع الخلق ، أو فى أمور التّبعة والتّكليف ، وبهذه الإشارات القرآنية المتّعددة المتنوّعة ، تقرّرت فريضة التّفكير – وقوامه العقل – فى الإسلام .

أمّا ماكتبه فى ‘ حياة العقل ‘ عن العقل فى الدّيانة ، وكيف تكون الدّيانة تجسيدََا للعقل ، فهو ماشدّنى لمتابعة ونقل ماجمعته فى هذا الباب من مقتطفات للشّاعر الفيسلسوف الّذى لا يمكن لعاقل لبيب أن يتجاهل ما يكتبه !‏‎ ))

وقد انتقى الأستاذ / رجائى عطيّة .. أشعارََا من كتاب فلسفة ( سانتايانا ) الذى قدّم له ( إيرون إدمان ) :-

من أشعار سانتايانا

‏ أيّها العالم – لم تختر الجانب الأفضل
ليس من الحكمة‎ ‎‏- أن تكون عاقلََا فحسب
وأن تغلق‎ ‎عينيك فلا ترى داخلك
الحكمة أن تصدّق القلب .
عثر كولمبس على دُنيا ولم يكن معه خرائط
إلّا الخريطة التى قرأها إيمانه فى السماء
وصدّق – رؤى الرّوح الّتى لا تقهر
كان هذا كلّ مالديه من علم وفن
المعرفة الّتى فى أيدينا – مشعل – كثير الدّخان من خشب الزّان

كانت هذه .. ومضة قانون – لأستاذنا ( رجل الفكر و القانون ) .

وتحيا المُحاماة .. عهدَها الجديد .

زر الذهاب إلى الأعلى