ومضة قانون ( 56 ) “هَذَا .. فِي نقَابَة المُحامِين الأَمرِيكِيَّة”
بقلم/ أحمد خميس غلوش المحامي
لا تحزن ، فالضّحكة كي تعلُو .. تحتاج لأن تُسجَن .. ابنِ قلبَك المُتهدِّم بالتُّقَى واستمرّ في إطعام الرّوح بالكتاب المعجزة ، ثمّ اسقِها من أحاديث الخيرات المشرّفة .. كي تمتلِئ الطّمأنة الأبديّة إلى اليوم الموعود ، وامنحها بركات النّقاء حين التّجلّي في صلاتك ، واحرص على تطهير جميع الخلايا بإجراء عمليّة الخلاص اليوميّ .فإنَّ خير إجهاضٍ للذّنب هو وقت الرّكوع أثناء العلاج الرّبانيّ والصّلاح في ممارسة رياضة المغفرة ؛ عندها .. كلّ الوجود ينحنِي .. يُشفَى لحظة السّجود الخاشع !
بعد قِراءة مقالِِ منشوِِر في موقع نقابة المُحامين الأمريكيّة _ على الشّبكة العنكبوتيّة العالميّة (ويب) بتاريخ 1 / 5 / 2021 م .. كان بعُنوان _ عندما يكون لدى المحامي عميل يماطل ؟
( تمّ استلهام وكتابة ما تقدّم ) ثمّ راودت الوجدان أفكارهم ، فشرَع في الصّياغة بترجمة بعض النِّقاط الّتي كانت كالتّالي : فيها تحدّثا في المقال – الشَّمّاس/ جوزيف فراري ، وكاميليري “عن التّكنولوجيا والمماطلة ، قائلين بأنّ زرّ الغفوة الموجود في المنبّهات كان أوّل تقنية تعزّز المماطلة ( يمنحنا مثلًا عشر دقائق إضافيّة في السّرير ، ثم عشر دقائق أخرى ، ثم عشر دقائق أخرى ، وهكذا ) منذ أن كانت متاحةًً لأوّلّ مرّةِِ في عام 1956 – قبل 50 سنة. مثير للاهتمام – من كان يعلم ؟!
ومع ذلك ، فقد حاولت التّكنولُوجيا دائمًا “جعل حياتنا أسهل” فعلى سبيل المثال ، تمّ تصنيع أوّل محرّك سيّارات يعمل بالغاز بواسطة شركة Benz Motor Car – في عام 1885، ولم يعد يتعيّن على المرء قضاء ساعاتِِ للحصول على حصانه أو العربة الّتي تجرّها الدّواب معًا لقطع مسافة 10 أميال على الطريق لقضاء حاجاته ” عربة بلا أحصنة “وفرّت لك الوقت.. هل تريد الاتّصال بصديقك من مسافة بعيدة ، على سبيل المثال ، في جميع أنحاء البلاد؟ كان هناك وقت كان عليك فيه كتابة خطاب ، ووضعه في البريد العاديّ ، ثمّ الانتظار عدّة أيّام (أو أسبوع) قبل أن تحصل على ردّ من الصّديق. ثمّ ، في عام 1879 ، ابتكر رجل يُدعى ألكسندر جراهام بيل تقنية (الهاتف) حتّى نتمكّن من “الاتّصال” بهذا الصّديق والحصول على ردّ في غضون دقائق ، بدلًا من أيّام.
كانت التّكنولوجيا متاحةً دائمًا لمساعدتنا ، لإشراكنا في بذل جهدِِ أقلّ ، لتوفير الوقت ولكنّها ليست هي الّتي تشجع على المماطلة والّتسويف – إنّها الطّريقة الّتي نستخدمها بها أو نُسِيءُ استخدامها. لا يمكننا أن نقول أنّ هاتفنا الذّكيّ يجعل من السّهل المماطلة (من شأنه أن يستخدم “التّكنولوجيا” كعذرِِ احتياليّ ، ويعرف أيضًا باسم كذبة). هل نحتاج إلى كلّ هذه التّطبيقات؟ أم نريدها فقط ؟
قم بالحساب مثلََا : هناك 24 ساعة في اليوم × 7 أيام في الأسبوع = 168 ساعة في الأسبوع. . . لا أكثر ولا أقلّ. يعود تقويمنا اليوميّ إلى عام 1582 ، عندما أنشأه البابا غريغوري الثّالث عشر ، بناءً على الأشهر التي أنشأها يوليوس قيصر في 46 قبل الميلاد ، مستعارًا من المصريّين ، مع ملاحظة 365 يومًا في السّنة.
ماهي النّقطة؟ حياتنا اليوم ليست أكثر انشغالًا من حياة أسلافنا (هذا عذر أو كذبة احتيالية جدّ واضحة). تم تقييدها لنفس 168 ساعة. استيقظ أسلافنا الزّراعيون في الصّباح الباكر لمباشرة أعمالهم ، وإطعام الحيوانات ، وإصلاح الملابس ، وتجهيز الأطعمة ، وزراعة المحاصيل ، وكذا جنيها ، وما إلى ذلك . لقد تمكّنوا في غضون 168 ساعة وبالطّبع أنجزوها .
أخيرًا _ رسالة للمُحامين : إذا كانت لدينا أيّام مشمسة فقط ، فستحترق الأرض طوال الوقت ؛ نحتاج إلى هطول الأمطار في بعض الأحيان لمساعدة الأشياء على النّمو، فنحن بحاجة إلى النّجاح.. لكنّنا بحاجةِِ إلى القليل من الفشل أيضًا – لِمُساعدتنا على النّمُو ، وتعلّم كيفيّة التّنقّل في الحياة ، نحن لسنا مصمّمين لنكون مثاليّين ، لكن يجب أن نحاول استخدام وقتنا ومواهبنا وكذا نسخّر كلّ طاقاتِنا ، لتحسين حياتِنا وحياة الآخرين .