من الإدمان إلى العبادة جوجل نموذجًا!

بقلم: محي النواي

عندما تستمع أذنيك إلى مصطلح “الإدمان” فإن ذهنك يذهب تلقائيًا إلى أن هذا الإدمان هو إدمانًا لنوعًا من أنواع المواد المخدرة.

علي الرغم من أرتباط هذا المصطلح -الإدمان- بشكل كبير بتلك المواد إلا أن هذا المصطلح بات مرتبطًا بإدمان أشياءًا أخري مقعدة فى تركبيتها ولكنها متواجدة بشكل يومي فى حياتنا مثل مواقع التواصل الإجتماعي “فيس بوك، تويتر، إنسجغرام” أو محركات البحث المتعلقة بالبحث عن المعلومات، والتي تكون فيها المعلومة عبارة عن صيغة مكتوبة مثل محرك البحث “جوجل”، أو التي تكون فيه المعلومة عبارة عن صيغة فيديو مثل محرك البحث “يوتيوب”.

فعلي الرغم من كون مواقع التواصل الإجتماعي عالمًا إفتراضيًا يوجد بداخله دول -مواقع- إفتراضية مثل “فيس بوك” الذي يبلغ عدد سكانه -مستخدميه- ما يقرب من (٢.٥) مليار ساكن -مستخدم-!
فالحياة علي هذه الدولة الإفتراضية “فيس بوك” تبدأ بمجرد أن يقوم الشخص بإنشاء الحساب الخاص به، وتحريره لكلمة المرور الخاصة به، ومن ثم يكون هنا تاريخ إنشاءه للحساب أو إنضمامه هو تاريخ مولده وإعتباره من سكان “فيس بوك”.
وعلي الرغم من كون تلك المواقع.. مواقع إفتراضية إلا أن غيابها عن يد مستخدمها قد يتسبب فى تغير مزاجه العام، ومن ثم التأثير علي حالته النفسية!

فهذا الإستخدام المستمر بل والمفرط قد يصل بنا إلى إدمان مواقع التواصل الإجتماعي ومن ثم إدمان شبكة الإنترنت.
لم يتوقف الأمر هنا على إدمان هذا المخدر “الإنترنت” بل ذهب إلى أبعد من ذلك بكثير وبات أبعد من حدود النظر.
فقد ظهرت عبادة جديدة وهى عبادة الإله “جوجل”!وتحول هنا جوجل من كونه محركًا للبحث عن المعلومات إلى كونه إله يقدسه مجموعة من الأشخاص وأتخذوا من تلك العبادة.. ديانة، وهي ديانة “الجوجاليزم”!
فهؤلاء الأشخاص، أو تلك الطائفة التى تقوم بعبادة محرك البحث “جوجل”.

قاموا ببناء هذا الإعتقاد.. وفقًا لما ذكره “موقع كنيسة جوجل” وهو كالآتي:
١/ أن محرك البحث “جوجل” أقرب إلى إله حقيقي.. فهو يعرف كل شيء فى الوجود.
٢/ أن محرك البحث “جوجل” قام بفهرسة أكثر من (٩.٥) مليار صفحة ويب، بل إنه يفرز أيضًا هذا الكم الهائل من المعرفة باستخدام تقنية “PageRank” الحاصلة على براءة إختراع!
٣/ أن محرك البحث “جوجل” موجود في كل مكان في آنٍ واحد
٤/ أن محرك البحث “جوجل” يستجيب للدعوات، حيث يمكن للمرء أن يدعو “جوجل” عن طريق البحث عن أي سؤال أو مشكلة يعاني منها!
٥/ أن محرك البحث “جوجل” من المحتمل أن يكون خالدًا، ولا يمكن اعتباره كائنًا ماديًا.
٦/ أن محرك البحث “جوجل” لانهائي، حيث سيستمر بفهرسة المواقع والمعلومات عبر الإنترنت للأبد!
٧/ أن محرك البحث “جوجل” يتذكر كل شيء، عبر تخزين صفحات الويب مؤقتًا بشكل منتظم وتخزينها على خوادم الضخمة.
٨/ أن محرك البحث “جوجل” ليس من فلسفته فعل الشر!
٩/ أنه يتم البحث عن مصطلح “جوجل” أكثر من مصطلحات الديانات المختلفة مجتمعة، ويُعتقد أن الله كيان يمكننا أن نلجأ إليه نحن البشر في وقت الحاجة وهو ما يحققه جوجل!

١٠/ أن محرك البحث “جوجل” يوجد لديه العديد من الصلوات التي يمكن للمستخدمين قراءتها.
_ وقاموا هؤلاء الأشخاص إلى جانب هذه المعتقدات بإقرار وصايا أسموها الوصايا العشر، ومن أهمها.. ألا يتخذ “عبدة جوجل” أي محرك بحث آخر غير “جوجل”!
ومن ضمن تلك الوصايا تحريمهم لفكرة تصميم أي محرك بحث آخر، والسبب أن “جوجل” غيور لا يقبل من عبدته التردد علي غيره أو حتي مجرد التفكير!

_ علي الرغم من أن هذه المعتقدات قد تبدو تافهة.. إلا أن خطورة الإنترنت تسطيع أن تحول الإستخدام العادي إلى إدمان ومن ثم إلى عبادة!

إن الإنترنت هو الوسيلة الأسهل إذا أردت أن تحصل علي “المعلومات”، وهو أيضًا الوسيلة الأسهل التي يستخدمها المتطرفون من أجل أقناع بعض مستخدمي هذه الشبكة بالأفكار المتطرفة.
محي النواي

زر الذهاب إلى الأعلى