قيل في المحاماة والمحامين
كتبه: محمد دياب
قال المفكر الفرنسي فولتير عن المحاماة : كنت أتمنى أن أكون محاميًا، لأن المحاماة أجمل مهنة في العالم ..
فالمحامي يلجأ إليه الأغنياء والفقراء على السواء، ومن عملائه الأمراء والعظماء، يضحى بوقته وصحته وحتى بحياته في الدفاع عن متهم بريء أو ضعيف مهضوم الحق.
قيل في تعريف المحامي :
إنه إنسان يبيع الناس وقته وعقله .
وهذه هي البضاعة … بضاعة العقل التي كلما بيعت نمت .
وقيل فى تعريف المحاماة :
“المحاماة هي مهنة تقوم على إظهار الحقائق التي تغيبُ عن ذهن القاضي، ولا يعلم الموكل أنها حقائق مهمة، لذا فإن المحاماة عامل مساعد لردّ الحق إلى أهله، فقوام هذه المهنة وأساسها هو العدل
المحاماة وقار
سمة المحاماة الأولى هي الوقار, فإن فقد المحامي وقاره, فقد موكله, وفقد قضيته, وفقد قاضيه, وفقد نفسه.
المحاماة لمن يعشقها .. وهي إن أعطت فهي لا تعطي إلا لمن عشقها وسار في دروبها وتمكن من الوصول إلى فنها وأسرارها .
من كتاب (عظمة المحاماة) للمحامي أحمد حسن مشنن ¯ مصر
من أول واجبات المحامي أن يتمسك بالأخلاق القويمة, فالمحاماة علم وخلق, ونجدة وشجاعة, وثقافة وتفكير, ودرس وتمحيص, وبلاغة وتذكير ومثابرة وجلد, وثقة في النفس واستقلال في الحياة وأمانة واستقامة, وإخلاص في الدفاع .
نقيب محامي مصر ¯ الأستاذ عبد الرحمن الرافعي .
إن المحامي البارع ينبغي أن يكون في وسعه الإيحاء للقاضي بالحجج الكفيلة بكسب القضية وأن يكون هذا الإيحاء من المهارة والكياسة بحيث يشعر القاضي أن هذه الحجج هي التي يؤمن بها وأن ينسى دور المحامي في تصديرها إليه .
يولد المحامي محامياً, أما القاضي فتصنعه الأيام إن وظيفة المحامي تتطلب من العبقرية والخيال أكثر مما تطلبه وظيفة القاضي, إذ لاشك أن التوفيق إلى استنباط الحجج القوية المؤثرة في الدعوى أصعب فنياً من مجرد اختيار الحجج المناسبة المقدمة من الطرفين لتأسيس الحكم عليها .
من كتاب(قضاة ومحامون)نقيب محامي روما بييرو كالمندري
الحقيقة أن المحامي, إجمالاً, يولي كلاً من قضاياه جزءاً من حياته وعاطفته, مشاعره في الغالب ليست متكلفة وليست عابرة, بعض دعواه تحفر في القلب كلوما تنزف بصمت, وإن هو كتمها بتأنق أليم خليو البال لن يدركوا أبداً ما يكابد المحامي من انقباض لدى سماعه صوت القاضي الهادئ الذي يتلو الحكم ولا ذلك الوجع النفسي المبرح الذي تحدثه الهزيمة .
إن المحامي, حالياً, لا يقسم على حصر دفاعه في القضايا العادلة وإنما يقسم على ممارسة مهنته بكرامة وضمير واستقلال وإنسانية, فالدفاع لا يعني بالضرورة التماس كسب الدعوى أو حل ملائم, بل الإسهام في إصدار قرار عادل من الوجهتين الإنسانية والقانونية, أي قرار يوفق بين القانون والإنصاف .
من كتاب الخطابة القضائية ¯ الدكتور دياب يونس.
ما أشبه المحامي بالجراح, فإذا كان الجراح يبسط على طاولة التشريح الجسم الإنساني ليستأصل منه الأمراض والعلل .
فإن المحامي يطلع وهو وراء منضدته على مختلف الغرائز البشرية التي تتغلغل في نفس الإنسان فتجعله إما ملاكاً سوياً وإما وحشاً ضارياً .
المحامي فتح الله الصقال ¯ من كتاب ذكرياتي في المحاماة
والمحاماة التي أقصدها وأتحدث عنها, هي المحاماة بمفهومها الأرقى ومعناها الأسمى .
إنها المحاماة كما يجب أن تكون وكما وجدت لتكون وليست هي دائماً كذلك, أو ليست هي كذلك في الواقع والممارسة لأن ليس كل المحامين على مستوى هذا المفهوم .
ذرني والواقع والممارسة, ودع المحامين جانباً, وانظر إلى المحاماة وتأملها في مقامها الأعلى وفي هدف وغرض وجودها كما يجب أن تكون وكما وجدت لتكون, سرعان ما يقنعك ذلك, ولا بد أن يقنعك بأنها رسالة, أو أنها لا تليق إلا بالجبابرة, أو لا يليق بها إلا الجبابرة, ولست أغالي إن قلت أن لا أحد من المحامين على مستواها أو يمكن أن يرقى إلى مستواها .
المحامي الأستاذ هاني بيطار ¯ من كتابه على باب التقاعد
إن الحق الذهني أو الفكري لا يقدر بعدد الكلمات ولأن الثرثرة لا يمكن أن تعتمد معياراً للتقدير .
فالتقدير يعتمد المواقف القانونية السليمة التي تؤدي إلى إيصال صاحب الحق إلى حقه ولا يعتمد عدد اللوائح وضخامتها وسخاء الكلمة فيها .
من كتاب المرتكز في مهنة المحاماة للمحامي نزيه نعيم
شلالا.
المحاماة هي أمل السجين في سجنه ومرجع الخائف على حقه والمروع في حياته وماله ورسول الطمأنينة والأمن للقلوب الواجفة والساعد التي تمتد للمعاني البائس في بلواه فتنتشله من هذه العواصف والأهواء, هي الرحمة والخبرة والتضحية بأسمى معانيها .
الأستاذ جبرائيل نصار ¯ نقيب محامي بيروت 1946.
وقال الأستاذ المحامي الفرنسي روس : المحامي الآن هو أقل الناس كلامًا , والمحامون هم وحدهم الذين يحسنون السكوت لأن إحسان السكوت ليس إلا نتيجة حتمية لإحسان الكلام .
أما دوجيسو رئيس مجلس القضاء الأعلى بفرنسا قال : المحاماة عريقة كالقضاء ..
مجيدة كالفضيلة ..
ضرورية كالعدالة ..
هي المهنة التي يندمج فيها السعي إلى الثروة مع أداء الواجب ..
حيث الجدارة والجاه لا ينفصلان ..
المحامي يكرس حياته لخدمة الجمهور دون أن يكون عبدًا له ..
ومهنة المحاماة تجعل المرء نبيلاً بغير ولادة ..
غنيًا بلا مال ..
رفيعًا من غير حاجة إلى لقب ..
سعيدًا بغير ثروة .
وقال المستشار عبد العزيز فهمي رئيس محكمة النقض
المصرية عند افتتاح أولى جلساتها سنة 1931 : إذا وازنت بين عمل القاضي وعمل المحامي ..
لوجدت أن عمل المحامي أدق وأخطر ..
لأن مهمة القاضي هي الوزن والترجيح ..
أما مهمة المحامي فهي الخلق والإبداع والتكوين..
واخيراااا
حينَـ تكونُ محآمِياً ..
، لن تُمضي حيآتكَـ بِالإِستيقآظ يومِيّاً لتُعيدَ نفس مآ فعلتَه البآرحة ..
، دوماً هنآكَـ شيءٌ جديدٌ للإِكتشآفْ ..
حينَـ تكونُ محآمِياً فقط ..
، ستستطيعُ أن تكُون طبيباً و مخبِراً و مُستشآراً و مُحلِّلاً نفسيّا ..
سترتفِعُ قُدرةُ تحمُّلك و ستُحقِّق مرآتباً متقدِّمة في العدو..
و ستصيرُ فجأةً كالمُستشفى ..
مُتعدِّد الإختِصآصآت ..
حينَ تكونُ محامِياً فقط ..
، ستلتقِي المِئآت الذين يظنُّونكَ مكتبة قآنونيةً مُتنقلة لآ تحتملُ الإِحتمآلآت ..
سيسألُونكَـ عن كل شيء ..
و ينتظرون إجآبةً عن كل شيء ..
و يتوقَّعونَـ إصآبتكَـ في كلِّ شيء ..
حينَـ تكونُ محآمِياً فقط ..
، ستلتَقِي كل طبقآتِ المُجتمع ..
، و سيصيرُ مزآجكَـ مُتقلِّباً كأحوآلِ الطقس !
حينَـ تكونُـ محامِياً فقط ..
، ستَنسى كم وجبةً يجبُـ أن تُأكل باليوم ..
و ستُجرِّب ضغطَ الدَّم و انخِفآضه ..
حينَـ تكونُـ محامِياً فقط ..
، ستجرِي في ردهآتِـ المحكمة هلعاً من تفويتِـ جلسة ..
و سيشيبُـ شعرُ رأسكَـ و أنت تنتظِرُ مِلفاً لكَـ ليصلُ دوره بالجلسة
حينَـ تكونُـ محامِياً فقط ..
، ستعيشُ الأكشِن ..
ستكونُ نصفُ حيآتكَـ مُتعة ..
و النِّصفُ الآخر بحثاً عن المُتعة ..
أن تكونَـ محآمِيا ..
يعنِي أن تكونَ طبيباً نفسِيّا ..
و مُخبِراً جيِّداً ..
و مُحدِّثاً راقِيا ..
أن تكونَـ محآمِيا ..
، يعنِي أنْـ تعيشَ كلَّ الأدوار ….