في رثاء النقيب رجائي عطيه
عمر محمود عبد الصمد، المحامي
مات واقفًا فارسًا مات محاميًا، ظل متمسكًا بعمله محاميًا مترافعًا مفوهًا حتى آخر لحظات عمره، وقد كان أديبًا مفكرًا ونائبًا سابقًا بمجلس الشورى، وعضوًا بمجمع البحوث الإسلامية وضابطًا بالقوات المسلحة، ومقدمًا لبرامج إذاعية، وغير ذلك من المناصب والألقاب والأعمال، لكنه اختار أو اختار له القدر بأن ينهي حياته محاميًا مدافعًا عن أبناء نقابته، كما كان يحب أن يقدم نفسه أنه محام قبل كل منصب أو عضوية تقلدها وأن المحاماة هي صاحب الفضل الأكبر عليه.
لطالما قرأنا عنه وسمعنا منه عن رسالة المحاماة، وأنها ليست وظيفة أو مهنة، لكن أبلغ ما قدمه لنا عن رسالة المحاماة عندما ختم حياته في خدمة هذه الرسالة، فدلل بذلك وأكد على صدقه ويقينه بكل كلمة قالها وبكل حرف كتبه على أن المحاماة رسالة وأنها رسالة الأنبياء.
رحم الله هذا الشيخ الذي كان يعمل بطاقة الشباب، رحم الله نقيب محامي مصر ورئيس اتحاد المحامين العرب الأستاذ رجائي عطيه، وأطعمه من خضر الجنة وسقاه من الرحيق المختوم كما في دعائه على صفحته قبل وفاته بدقائق.