فن المذكرات
كتب: أشرف الزهوي
عندما تشرع في كتابة مذكرة لتقديمها في دعوى ما، عليك أن تراعي في هذه المذكرة الوضوح بحيث لاتحتمل الطلبات والدفوع أي لبس أو تأويل.
قديما كان العرب يقولون ان الفصاحة هي الوضوح والبيان، وعليك بالإيجاز والتركيز، بحيث تعبر عن الفكرة بأقل عدد من الكلمات بحيث إذا رفعت كلمة أو حذفت اختل المعنى
ونطالع أحيانا في أحكام محكمة النقض المصرية في وصف بعض الحيثيات فيما تنظرة من أحكام : إن هذه الحيثية تزيد يمكن أن يستقيم الحكم بدونه
الإيجاز والتركيز سمة من سمات البلاغة ومن أجمل مايروي في هذا الشأن رسالة الخليفة ابو جعفر المنصور – ثاني خليفة عباسي – إلى أحد ولاته وكانت قد كثرت الشكوى من هذا الوالي فقال له ” أما بعد فقد كثر شاكوك، وقل شاكروك، فإما اعتدلت وإما اعتزلت”
الإيجاز ليس من الأمور السهلة، فهو يحتاج إلى كثير من الجهد ويحتاج إلى كثير من الوقت.
وقد سئل مرة أحد رؤساء الولايات المتحدة – ويلسون – قيل له : كم يلزمك من الوقت لإعداد خطبة يستغرق القاؤها عشر دقائق؟ قال : ثلاثة أيام، قيل له فإن كانت هذه الخطبة يستغرق القاؤها نصف ساعة؛ قال يوم واحد، قيل فإن القاؤها يستغرق ساعتين، قال القيها في الحال ”
ويمكن الاستفادة في تعلم كتابة المذكرة من خلال قراءة الأحكام القضائية لنتعلم منها كيف نستهل المقدمة ونعرض الموضوع بإيجاز ونستعرض الدفوع والدفاع ونشرح الوقائع ونستقرئ الدقائق والخفايا ونستنبط الحقائق التي لا لبس فيها ونوافق في الشرح مقتضيات العقل والمنطق في عبارات سلسلة بعيدا عن الأقاويل المرسلة والتخرصات الفارغة.