فراسة الطبيب الشرعي في جريمة الاغتصاب
بقلم: الأستاذ/ أشرف الزهوي
ليست كل الادعاءات بحدوث الاغتصاب أو هتك العرض تصادف الحقيقة، لذلك يجب أن يكون تقدير الطب الشرعي مبنيا على المظاهر والقرائن الموضوعية التي تظهرها التحقيقات، ويظهرها الكشف الطبي الشرعي، الادعاءات الكاذبة بالاغتصاب، قد تكون نتيجة لرغبة المرأة في الانتقام من الرجل الذي قرر قطع علاقته بها، وقد تكون نتيجة حالة مرضية عقلية مثل الضلالات، أو نتيجة الهلاوس التي تحدثها بعض أنواع المخدرات، وقد تكون نتيجة أحلام جنسية مثيرة أثناء الوقوع تحت التخدير في عيادة طبية فتعتقد أن الطبيب قام باغتصابها.
إذا أرادت المرأة تلفيق هذا الاتهام إلى رجل فإنها تعمد إلى تمزيق ملابسها، وإحداث بعض الجروح بجسدها.
الطب الشرعي يبدأ البحث عن الإصابات التي يمكن أن تحدث للضحية في منطقة الوجه والفم والأنف على وجه الخصوص، لأن المرأة التي تتعرض للاغتصاب ستقوم في الأغلب بالصراخ الاستغاثة بالآخرين، وسيعمد الجاني إلى محاولة إسكات المجني عليها بالضغط على فمها في محاولة إسكاتها سواء بيده أو باستخدام قطعة من القماش بما يحدث بعض السحجات الظفرية أو الكدمات الدائرية نتيجة الضغط بقمة الأصابع، وقد يحدث الضغط على وجه الضحية كسر عظام الأنف أو خلخلة الأسنان وسحجات أو جروح رضية بالشفتان، وقد تنجح الضحية في عض يد الجاني مما يترك إثر بأصابعه.
وقد تستخدم أظافرها في محاولة لفك يدي الجاني من على فمها فتحدث سحجات ظفرية بيده، وقد يجد الطبيب الشرعي بأظافر الضحية شعر أو ألياف أو جلد من جسد أو ملابس وقد تكسر الأظافر. وقد يلجأ الجاني إلى ضرب الضحية بالصفع على وجهها، فيحدث بوجهها كدمات. أثناء مقاومة المجني عليه إذا تمكن الجاني من الضحية فإنها تحاول أن تتحرك فيضطر الجاني لجرها مما يحدث آثار سحجات طولية بظهرها.
قد يستخدم الجاني السلاح الأبيض لتهديد الضحية وقد يلجأ لوخزها به فيحدث بها جروح قطعية أو وخزية. وأحيانا تحاول الضحية الإمساك بالسلاح من يد الجاني فتصاب في يدها نتيجة هذا النوع من المقاومة. إذا استطاع الجاني شل حركة الضحية فإنه غالبا ممسكا بيديها وقدميها لتقييدها أو للسيطرة على مقاومتها، فيحدث بها سحجات ظفرية عند مفاصل الرسغين والكاحلين أو علامات تقييد على هيئة سحجات أو كدمات حلقية نتيجة استخدام حبل أو ما شابه ذلك. تلك بعض الدلائل التي يركز عليها الطبيب عند فحص الضحية. وسنكمل الحديث في المقال التالي.