غرفة المداولة

غرفة المداولة

بقلم: الأستاذ/ عبد الفتاح أحمد

هي كلمة لاتينية تشير إلى الغرفة الخاصة التي يتم فيها مداولة القضية فيما بين القضاة أو فيما بينهم وبين المحامين ويتم النقاش فيها بعيد عن مرأى ومسمع الحضور.

والأصل أن تعقد الجلسة في القاعة المعدة لذلك غير أن بعض القضاة يتخففون أحيانًا فيعقدون الجلسة في غرفة المداولة بدلاً من قاعة المحكمة دون أن تكون هناك ضرورة تدعو الى ذلك وهذه البدعة سيئة حيث أنها البعض يميل الى القول بانها تبطل إجراءات المحاكمة (رأي الدكتور عوض محمد عوض).

ولا يدرأ ذلك ما قد يقال من أن المحكمة لا توصد باب غرفة المداولة في وجه الجمهور بل تترك بابها مفتوح وتسمح بالدخول لمن يشاء في حدود ما يتسع له المكان ذلك أنه نظرًا لضيق الغرفة فان الحضور لا يتسنى من الناحية الواقعية لغير الخصوم ووكلائهم ولمن يدعى من الشهود أو الخبراء أما الجمهور الذي يبدي حرصًا على شهود الجلسة فلا يملك سوى الانتظار في القاعة دون أن يبدي شيئاً مما يدور داخل غرفة المداولة ويمكن القول فضلاً عن ذلك بأن انعقاد الجلسة على هذا النحو يلحق العنت بالمدافعين أنفسهم إذ يصبح لدفاع في داخل الغرفة أقرب إلى النجوى من إلى المرافعة وعلى أي حال فان عقد الجلسة بالصورة المتقدمة يفقدها بعض ما يحرص القانون على كفالته لها من هيبه ووقار.

والمعلوم أن القضاء ليس جوهرا فحسب ولكن الشكل عنصرا فيه وأن عقد الجلسة في قاعة المحكمة وما يسبق انعقادها من طقوس تتهيأ معها النفوس لمقدم هيئة المحكمة حتى إذا أهل الأعضاء هب الجميع وقوفاً إجلالا لمقام القضاء وتعظيماً لجلالة وهو من التقاليد التي رسخت على مدى قرون ورسخت معها النفوس هيبة القضاء وتوقيره ولهذا فنحن نأمل أن يقلع القضاة عن هذه البدعة قبل أن يتسع مداها ويتفاقم أمرها.

زر الذهاب إلى الأعلى