صليب باشا سامي.. محامي وسياسي تولى 9 حقائب وزارية وأول قبطي يتولى “الحربية”
كتب: محمد علاء
صليب باشا سامي (1891م – 1958م)، محامي وسياسي قبطي، تولى منصب الوزارة تسع مرات خلال الفترة من 1933م وحتى 1953م، وكان أول وزير مدني وقبطي لوزارة الحربية.
حياته
ولد بالقاهرة عام 1885م ونشأ بعدة مدن كان يتنقل فيها مع والده لظروف عمله فقد انتقلت الأسرة إلى بنها ثم دمنهور ثم طنطا، وكانت أسرته من أكبر الأسر القبطية في مصر حيث كانت تمتلك 1500 فدان.
التحق صليب سامي بمدرسة دمنهور الابتدائية عام 1891م ثم التحق بالمدرسة التوفيقية بالقاهرة عام 1895م، وحصل على شهادة البكالوريا في عام 1901م، ثم التحق بمدرسة الحقوق الخديوية وتخرج في القسم الفرنسي منها عام 1905م، وكان ذلك بعد تخرج الزعيم الكبير مصطفى النحاس باشا بأربع سنوات.
اشتغل بالمحاماة ولمع اسمه في هذا المجال، واختير وكيلًا لنقابة المحامين عام 1925م، وأنضم إلى حزب الأحرار الدستوريين وكان عضوا بمجلس إدارته عام 1926م، وخاض الانتخابات البرلمانية في نفس العام، وانفصل عنه في أوائل الثلاثينيات وانضم إلى حزب الاتحاد.
وفاة زوجته
توفيت زوجته في 19 أبريل 1916م وهي في سن السادسة والعشرين بعد صراع مع المرض تاركة له أربعة أبناء أصغرهم في الثانية، وتوفي ولده راجح في 16 يناير 1945م وهو في سن السادسة والثلاثين.
مشواره السياسي
عمل صليب باشا سامي مستشارا ملكيا لوزارات الزراعة والمعارف والحربية في 30 يناير 1929م، وكان التقليد في ذلك الوقت يسمح باختيار المستشارين من بين نوابغ المحامين، وبعد عامين أصبح صليب سامي رئيسًا لقسم قضايا المرافعات الأهلية.
كما اختير وزيرًا للخارجية في عهد وزارة إسماعيل صدقي باشا الأولى في يوليو 1933م حتى سبتمبر 1933م، وفي الوزارة التالية وهي وزارة عبد الفتاح يحيى (1933- 1934)، تولى وزارة الحربية.
بعد نحو ست سنوات شارك صليب سامي في وزارة حسن صبري وزيرًا للتموين من بداية الوزارة في 28 يونيو 1940م، وكان بهذا أول وزير للتموين إذ لم تنشأ تلك الوزارة إلا في ذلك الوقت، وقد استمر حتى 21 سبتمبر 1940م، عندما خرج الوزراء السعديين من الوزارة فترك صليب سامى وزارة التموين، وتولى وزارة التجارة والصناعة خلفا لإبراهيم عبد الهادي باشا، على حين خلفه في وزارة التموين عبد المجيد إبراهيم صالح وزير الدولة وكان من الأحرار الدستوريين، واحتفظ صليب سامي بالتجارة والصناعة عند تشكيل وزارة حسين سري الأولى في 15 نوفمبر 1940م وحتى 26 يونيو 1941م، حيث ترك التجارة والصناعة ليتولى الخارجية وكان رئيس الوزراء يتولاها بنفسه، حتى نهاية عهد هذه الوزارة في 13 يونيو 1941م.
في وزارة حسين سري باشا الثانية احتفظ صليب سامي بوزارة الخارجية طيلة عهد الوزارة 31 يوليو 1941 حتى 4 فبراير 1942، والتي حدثت فيها أزمة سياسية كبرى بقطع العلاقات مع حكومة فيشي.
ظل صليب سامي بعيدا عن المناصب الوزارية طيلة حكم الوفد في الفترة من فبراير 1942م حتى أكتوبر 1944م، والأحزاب المؤتلفة من أكتوبر 1944 حتى فبراير 1946، لكنه في نهاية عهد وزارة إسماعيل صدقي في 10 نوفمبر 1946 بالتحديد عاد إلى الوزارة ليتولى وزارة التجارة والصناعة طيلة الشهر الأخير من حكم إسماعيل صدقي.
شكل سري باشا وزارته الرابعة في نوفمبر 1949م، وتولى صليب سامي فيها وزارة التجارة والصناعة على نحو ما فعل من قبل مع صدقي باشا وسري باشا، ثم تولى الوفد الحكم في الفترة من 1950م حتى 1952م فلا يكون لصليب سامي نصيب من المناصب الوزارية.
تولى وزارة الزراعة في عهد وزارة علي ماهر الثالثة والتي تولت في 23 يناير وانتهت في مارس 1952م (تولى الوزارة لمدة عشرة أيام من 27 يناير 1952 حتى 7 فبراير 1952)، ويكون هذا أول عهده بالعمل مع على ماهر باشا، وفي 7 فبراير 1952 تولى وزارة المواصلات حتى نهاية عهد وزارة على ماهر في أول مارس 1952م، واستمر في الوزارة التالية لأحمد ماهر كوزير لوزارة الصناعة والتجارة والتموين في وزارة الهلالي والتي تولت في مارس وانتهت في يوليو عام 1952م.
قطع العلاقات مع حكومة فيشي
حدثت أزمة قطع العلاقات السياسية مع حكومة فيشي في عام 1942م في عهد وزارة حسين سري باشا، وكان قرار قطع العلاقات صادر من صليب سامي، ويرى بعض المؤرخين أن القرار كان بإيعاز من حسين سري نفسه، وترتب على هذا القرار أن فجر أزمة بين الملك فاروق وحكومة حسين سري، وفضل “سامي” تقديم استقالته متحملا المسئولية وليحل الأزمة بين الحكومة والملك ولكن هذا لم يكن حلًا وهكذا اضطرت الوزارة إلى أن تستقيل بالكامل في 4 فبراير.
حياته بعد ثورة 23 يوليو
عمل صليب سامي بالمحاماة بعد قيام ثورة 23 يوليو واعتزل المحاماة في 3 مارس 1958م.
وصدرت مذكراته عن دار مدبولي عام 1999، وقام بتحقيقها الدكتور سامي أبو النور، تحت عنوان: صفحات من تاريخ مصر “صليب باشا سامي 1891 – 1952”.