شاركوا من أجل الوطن
ناصر عبد الهادي
أساتذتي وزملائي وأحبائي: لا شك فى أن مناقشة التعديلات الدستورية، المنتظر الاستفتاء عليها في الأيام القادمة، قد استحوذت على الحوار المجتمعي في مصر، سواء من ناحية المؤتمرات التي تعقد للمناقشة والإيضاح، أو من خلال وسائل الإعلام المختلفة.
وأقول لكم بحق: إن هذه المناقشات تتم من خلال أهل الخبرة، ومن جموع طوائف المجتمع، ولن أستطيع أن أنظم من الشعر بيتا في هذا الشأن الذي قتله بحثا المتخصصون والمهتمون وأهل السياسة، وإنما أكتب إليكم من أجل واجب المشاركة في هذه المناقشات والحوارات والمداولات، ثم المشاركة بالاستفتاء، قبولًا أو رفضًا، كما يمليه علينا العقل، والقلب، والقانون، والواجب.
قديما، كانت الاستفتاءات تتم دون مشاركة حقيقية أو ملموسة، وأستطيع القول حتى عهد قريب، واليوم وقد جاءتنا الفرصة في المشاركة، فهل نظل على ما نحن عليه من عزوف، أم يجب علينا الإسهام الفعال فيه؟.
أساتذتي: هل ننسى كل ما تعلمناه ودرسناه في كليات الحقوق للدارسين المتخصصين، الذين يقع علينا عبء الإيضاح والتفسير، أم نظل صامتين، ونترك الأمر لغير أهله، فيقررون ما نرفضه عقلا، وقد نندم عليه فعلا مستقبلا؟.
قديما أيضا، كان المحامون هم مشاعل العمل السياسي في كل الحياة السياسية، وكان المثقفون من كل الطوائف سواعد حقيقية لمشاركة إيجابية في هذا البحر الذي لا ينتهي من الإيضاح والشرح والتفسير.
وأستطيع القول، من منظور وتأصيل حقيقي، ومن منظور ثقافي مدني، إنه من لم يشارك في القيام بما عليه من واجب، فليس له حق النقد والامتعاض، بل يمكن أن أقول حتى ليس له حق الندم.
وبالتالي، زملائي وأحبائي، علينا أن ندرك أن الوطن هو بيتنا الذي يجب الحفاظ عليه، والمشاركة الفاعلة في بنائه.
إن الديمقراطية الغربية المزيفة، التي من أجلها دمروا العراق، وليبيا، واليمن، وسوريا كفيلة بأن تجعلنا نكفر بها. وعندما تظهر هذه الكلمات، فاعلم أنها تخبئ بين طياتها الشر المستطير.
زملائي وأحبائي: لن أقول لكم قولوا نعم أم لا، وإنما أقول لكم: شاركوا من أجل تحقيق ما تأملونه لكم ولأبنائكم، وتذكروا أنه لم يعد لدينا من الوقت الكثير للحفاظ على وطننا الغالي. وأخيرا، شاركوا في الاستفتاء على الدستور.