زميلي الفاضل.. أنت الأستاذ
كتبه: أسامه التلاوي المحامي
علمتني مهنتي أن مجلس القضاء ينعقد للقضاء بين أطراف الخصومة ، ومن ثم فإنه ليس مجلس علم يستقي منه أحد أطراف الخصومة علما .
ولما كان المحامي الممثل لأحد أطراف تلك الخصومة والمتحدث بلسانها فإنه ليس في مقام طالب العلم وليس له أن يطلبه ممن يعتلي منصة القضاء ، فطلب العلم محله دوره وليس ساحات القضاء .
فالمحامي يعتلي منصة الدفاع بوصفه صاحب وجهة نظر فيما أوكل إليه ، حاملا للقانون بين دفتي ملفه ، شارحا له مدعوما بماديات الدعوى ومستنداتها ، يطرح ما يعن له من أوجه دفاع غير مقيد في ذلك إلا بالقانون و ملفه وما يمليه عليه ضميره نحو أداء رسالته مقتديا بأعراف مهنته التي تلزمه بأن يكون على المستوى المهني العلمي اللائق والمطلوب مؤديا في شمم وعلو في غير خيلاء ، محاورا واعيا إذا طلب منه ذلك ، يسعي لمعاونة موكله المعاونة القانونية الموصلة للمرجو منه .
أقول ذلك إذ أرى البعض من الزملاء وهو يعتلي منصة الدفاع متحدثا بلسان طالب العلم مستصغرا مقامه متضائلا ، تنفلت منه عبارات لا تتأتى إلا من مستكين .
نعم .
لمقام القضاء قدسيته وعلوه وكذا فإن لمنصة الدفاع علوها وقدسيتها ولولاها ما إستقام قضاء فكلاهما جناحي العدالة بهما تحلق .
نعم
قد يكون موقف الموكل ضعيفا فيترقق محاميه بما تمده به ماديات الدعوى والظروف المحيطة بذلك الموكل دون تزلف مقيت ، فالمحامي ليس بشحاذ بل حصيف يضع الكلم الطيب في موضعه ليظفر بما يريد .
زميلي الفاضل .
أنت الأستاذ … أي العالم …الفقيه … وما نودي أحد في المجتمع بلقب أستاذ إلا أنت … وما أحلاه من لقب وأعزه … فكن هو …ولا تستجدي علما وأنت واقف على منصتك ، ولا يظهرن منك وهن وإلا سقطت وإن نجا موكلك .