زمن إثيوبيا
بقلم: أحمد سلام المحامي
كثيرة هي الأحاديث والتفاسير موجعة ودائما فصل الخطاب في أي أمر هي الجواب الشافي لراحة القلوب المثخنة بالجراح جراء انحسار العقل وعموم النزق وحتمية الجلد كي تمضي الحياة بلا كمد وهنا تكفي نظرة لأحوال الدنيا وطباع البشر للوصول إلى حسم لحديث طال عن أزمة سد النهضة التي كشفت عن تصرفات هوجاء من الجانب الأثيوبي آخرها التفاوض من نقطة الصفر كلما تنتهي كل مرحلة من مراحل التفاوض إلى لا شيء.
إثيوبيا كمن يضع علي وجهه قناع الأسد وذاك نقص لا يعطي إحساسا بالقوة فقط وهم وسراب جعلها تختال علينا ونحن كمصريين بحكم التاريخ والجغرافيا وتوالي مشاهد العبث قرأنا الأرض جيداً وقد وقر أن قناع الأسد إنما هو ايعاز من أعداء مصر لبناء سد يحول دون تدفق نهر النيل وهنا لا صوت يعلو علي صوت القوة التي صارت حتما مقضيا في ظل أن قناع الأسد الأثيوبي وهم كبير وحديث التفاوض كان لزاما لأن الأمر استدراج لمستنقع علي غرار قصة الأمس في اليمن وهنا لابد من القول أن أثيوبيا ليست اليمن وحديث القتال إنما لنزاع قناع الأسد ليظهر وجه إثيوبيا الحقيقي دولة غنية بالموارد المائية أمطار وأنهار لا تحتاج إلي سد النهضة إنما هي أداة!
هي طريقة اليهود في التفاوض وإسرائيل تربض هناك منذ أن فارقت مصر أفريقيا بعد رحيل الرئيس جمال عبد الناصر!.
استدراج مصر للحرب كان قبل التفاوض ولكن بعد تعملق إثيوبيا وتحديها السافر لمصر لدرجة التصريح علانية بأنه لا توجد قوة على وجه الأرض تستطيع وقف تشغيل سد النهضة وفقما تريد إثيوبيا أي بلا قيد أو شرط وأقصد قواعد التشغيل، ذاك فصل الخطاب لحسم الأمر في عالم تحكمه شرائع الغاب !.
كما في التعامل مع البشر لا أحد سوف يحمل همك أو يبكي لأجلك أو يسعي بخير لك إلا أنت “ما حك جلدك مثل ظفرك.. تولى جميع أمرك”.