رسالة المحاماه للنقيب الضليع و أستاذ القانون الفقيه / رجائى عطية “رحمه الله “

بقلم الدكتور وليد محمد وهبه أستاذ القانون التجاري بكلية الحقوق الجامعة العربية المفتوحة

بعدما كان يسعدنا دائما النقيب الفقية الأستاذ / رجائى عطية ، رحمه الله ، بمقالاته الرائعة ، والتي كان يخلد فيها الذكرى التاريخية للسادة النقباء و المحامون الذين طالما قدموا من عطاء ومجهودات للمحاماه والقانون وشاركوا في أهم وأكبر القضايا المصيرية والوطنية.

ذلك عبر المسيرة السياسية و الحركة الوطنية ألتى سعوا من خلالها الدفاع عن الحقوق ، و الحفاظ على مكتسبات الوطن ، ولقد كان بدوره الأستاذ الفقية ـ رحمه الله ـ يخلد سيرتهم عبر مجموعة ضخمة من المؤلفات الفكرية القيمة ، وسرد الوقائع التاريخية ألتى شاركوا فيها ، فإنه من الواجب علينا أن نهتم نحن أيضا بتقديم سيرة ذاتية ولو بسيطة لسيادته نعرض فيها للدور القانونى و السياسي للعبقرية الفريده ألتى أراد القدر أن يسترد أمانته فيها وهى مسيرة أو كما سماها رسالة المحاماه للأستاذ النقيب الفقيه / محمد رجائى عطية.

وإن كنا بادئ ذى بدئ أن نذكر تاريخه العمرى فلقد شهدت محافظة المنوفية بمدينة شبين الكوم تحديدا فى ١٩٣٨/٨/٦ مولد الاستاذ/محمد رجائى عطية و لقد كان والده الاستاذ رجائى عطيه محاميا ونقيبا للمحامين والذى كان له الدور البارز  فى تكوين فكره واتجاه لأن يكون أحد البارزين فى القانون والمحاماه.

مما دفعه للإلتحاق بكلية الحقوق جامعة القاهرة والتى حصل منها على إجازة الحقوق و الإقتصاد فى عام ١٩٥٩ ولقد أصر على أن يقيد فى نقابة المحامين فى ذات العام وتحديدا فى تاريخ ١٩٥٩/٨/١٩ ولقد عمل بالمحاماه حتى عام ١٩٦١ ثم التحق بعدها بالمؤسة العسكرية المصرية العريقة وحصل على دبلوم العلوم العسكرية من الكلية الحربية عام ١٩٦٢ ولقد تدرج فى المرات و المناصب العسكرية فى هيئة القضاء العسكرى حتى عام ١٩٧٦.

ومنذ ذلك التاريخ قرر أن يستقيل ليعود إلى العمل فى مهنة المحاماه لتحقيق مبتغاه الفكرى و السير على درب العظماء من رجال هذه المهنة فعاد للقيد بجدول المشتغلين للنقابة المحامين.

ولقد شارك فى لجان الدفاع عن الحريات بنقابة المحامين و المنظمات الإقليمية والدولية ولقد شارك فى أهم واكبر القضايا السياسية و قضايا الرأى العام و ألذى من خلالها برز فى ترسيخ مدرسة متميزة فى المحاماه والقانون وذلك عن توثيق مرافعاته ومذكرات المكتوبة ومقالاته القانونية ومحاضراته العلمية.

والتى أستطاع من خلالها أن يتعمق فى الافكار القانونية ويغوص فى بحر العلوم القانونية العملية و ألتى شرح من خلالها فن المرافعة ومخارج الالفاظ ودرجات الصوت و التعبيرات التمثلية للمحامى أثناء المرافعة و الثبات على الرأى القانونى و إقناع المحكمة بالحجة والتمسك بإقامة الدليل تحقيقا للدور الحقيقي للمحامى بأنه أحد أجنحة العدالة و الجوانب العملية لتقديم الطلبات والتمسك بالدفوع القانونية أمام القضاء وهيئة النيابة وكان ذلك بيتم بشرح خبراته العملية وتجاربة السابقة فى القضايا.

كما إنه رحمه الله أهتم بوضع القيمة العلمية والقانونية وهى رسالة المحاماه و ألتى يبعث من خلالها إلى تنبيه كل من يعشقون العمل بالمحاماه ويهتمون بالسعى لتحقيق النجاح فى حياتهم المهنية أن يتابعوا من خلال هذه الرسالة سير من سبقوهم ودورهم القادم ألذى يقدمون من خلاله صورة واقعية ترسم الشكل الحقيقي لدور المحامى تجاه عمله ووطنه.

ولقد أرسخ رحمه الله مجموعة متكامله من المؤلفات العملية فى المذكرات و الطعون أمام محكمة النقض و ألتى شملت صيغ لأهم الطعون ألتى مارسها النقيب رحمه الله بنفسه وسطر محتواها بخط يده فى تاريخ مشهود له بالنجاح و السداد فى الكثير و الكثير من القضايا المختلفه والتى تمثل هذه المجموعة من خلالها أحد أهم المراجع العملية ألتى لا غنا عنها فى كل مكاتب المحاماه و ألتى ضلع من خلالها  النقيب و المحامى الضليع الاستاذ/رجائى عطية رحمه الله  لتقديم كل ما باستطاعته لكى يساعد المهتمين بالبحث والعلم من أبنائه المحامين وثقل خبرتهم العملية وتقوية مذكراتهم العملية.

وإنه شهد فى خلال مسيرته المهنية والقانونية العديد من الخبرات الحياتية العامة ألتى تقلد من خلالها العديد من المناصب والتى كان دائما يذكر إن السبب فيها هى مهنة المحاماه والتى منها الحصول على عضوية مجمع البحوث الإسلامية و عضوية مجلس إدارة جامعة الازهر وعضوية مجلس الشورى وكان دائما يقول إن المحاماه هى سبب تقلده كل هذه المناصب.

ومن ذلك فإن خير جزاء يجازى به النقيب الشهيد هو عمله وعلمه حيث وافته المنية واقف على قدميه فى ساحات القضاء مدافعا عن مهنته وشرف ثوبها النقي هو ما نسئل الله أن يحسب له و كل ما قدمه لمهنتنا ونقابتنا العريقة و ألذى اختتمه فى عمله بتقديم رساله ونموذج رائع للمحاماه و القانون و الفكر و الثقافة و ألذى يعلمه الجميع وليس فى حاجة لحديثى عنه وإنما كان هذا الحديث لرد جزء من حقه فى ذكر رسالته ألتى سعى لتقديمها لكل أبنائه ألذين أهتموا بالعلم والفكر و ألذى دعمهم بكلماته الراقيه المشجعه ولى الفخر أن أكون أحدهم مما يستحق علينا جميعا أنن نذكر إسمه ونخلد رسالته المهنية فى التاريخ لتدرس للأجيال القادمة من شباب المحامين.

سائلين المولى أن ينفعه بها ويجازيه عنها خير الجزاء.

زر الذهاب إلى الأعلى