رؤية جديدة لقانون المحاماة
راشد صلاح
إن قانون المحاماة الجديد انطلاقة رائدة نحو غد أرحب، وعهد جديد للمحاماة. وعلى الرغم من الصعاب، والمعاناة، والمعارضة، والهجوم السافر على شبكات التواصل الاجتماعى، فقد ظل صامدا، منهجه الصبر، والجلد، وسلاحه الإيمان، وهدفه الحفاظ على مقدرات المحامين، وقيمتهم وقامتهم. وقد شارك فى الآونة الأخيرة فى الذود عن المحامين الذين كانوا يُعتدى عليهم، وعرّض اسمه ومكانته للخطر، بعدما حوكم من أجل الحفاظ على رسالة المحاماة، فحماها من تيار جارف للنيل من مكتسبات ومقدرات المحامين المشتغلين، ومنع جحافل التعليم المفتوح، ومن وراءهم، من تدمير قلعة الحريات، فكان قانون المحاماة بتعديلاته وأحكامه الذى جعل نقابة المحامين أولا وأخيرا سيدة قرارها. ومن ثم، أصبحت نقابة المحامين، بما تضمنه قانون المحاماة الجديد من تعديلات فى أحكامه، صاحبة الهيمنة التامة على صياغة قواعد الانتساب لهذا الصرح الشامخ، وحمل رسالة المحاماة بجدارة، وبمقومات تعيدها إلى عهد النبلاء والعظماء.
وأصبحت أكاديمية المحاماة، بما ستتضمنه من دراسة أكاديمية، وممارسات عملية، هى التى تؤهل خريجيها للانضمام إلى كتيبة حماة القانون، وحراس العدالة من السادة المحامين المشتغلين. وكانت حصانة المحامى التى عمت مظلتها قاعات الجلسات وتخطتها لتصل إلى غرف التحقيقات، والاستدلالات بما أضفته من حصانة للمحامى بعدم جواز القبص عليه فى غير حالات التلبس لارتكابه أى وقائع فى أثناء ممارسته لحق الدفاع، وعدم جواز القبض عليه، وكتابة مذكرة بالواقعة، وإحالتها للمحامى العام للبت فيها.
وكان بروتوكول التعاون، الذى تم بين وزارة العدل والنقابة بشأن وصول رسوم وأتعاب المحاماة للنقابة مباشرة، دون تعطيل أو إهدار لأموال ووقت النقابة، أولى خطوات وإنجازات قانون المحاماة.. وتتوالى الإنجازات فترة بعد أخرى، وإنجاز عقب إنجاز.
هكذا، حقق قانون المحاماة ما لم يُحَقق من قبل، واستطاع أن يحول النصوص الدستورية الجامدة الراكدة إلى واقع ملموس على أرض الواقع، مما سيجعل المحاماة تبدو فى ثوب جديد من القيمة، والقامة، والرفعة، والمكانة اللائقة برجالها حراس القانون، وشركاء القضاء فى منظومة العدالة.
هذا هو قانون المحاماة، ومن كان وراء تفعيله وتمريره بمجلس النواب، وتصديق فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى عليه. إنه الرمز معالى النقيب العام، رئيس اتحاد المحامين العرب، الأستاذ المناضل الجسور، فارس ملحمة الكرامة، وقائدها، معالى سامح بك عاشور.
حمى الله مصر برجالها الأبرار، وحمى الله وحدة محامى مصر، فرسان العدالة وحراسها، من كل سوء.