ذكري نهاية الدولة العثمانية
بقلم: الأستاذ/ أحمد محمود سلام
أحاديث التاريخ دائمة الحضور ولا تقبل التغييب ولأجل هذا فإن حديث الاعتبار يستوجب دوام التذكير بما جرى حتى لا ننسى .!
نهاية الممالك كشأن الموت نهاية كل حي والمقارنة إنما لبيان التشابه المؤكد أن دوام الحال من المُحال.
أعود إلى مفكرتي لأكتب عن نهاية الدولة العثمانية دون خوض في تفاصيل من منطلق أن تشابه البدايات مع النهايات يجعل السرد لا يستلزم إسهاب قد يُنال من المرجو من وراء الإبحار في التاريخ.
أتى يوم عليها لتسقط بعد نحو ستمائة عام كشأن ممالك كثيرة تهاوت لتسقط تاركة حكمة الأيام التي لا ينتبه إليها أحد والتي مفادها أن الأيام دول.
انتهت الدولة العثمانية (27 يوليو 1299م-29 أكتوبر 1923) نهاية درامية عنوانها سياسة الرجل “المريض” أي الحاكم الضعيف الذي لا يُحكم قبضته على بلاده.
لقد تربص الغرب بالإمبراطورية العثمانية التي أسسها عثمان الأول بن أرطغل، وبنهايتها تحولت تركيا إلى كيان علماني وقد تولى مصطفي كمال أتتاتورك عملية محو أثر الهوية الإسلامية بتركيا في مشهد درامي ترتب عليه إنهاء نظام الخلافة سنة 1924 لتنتهي السلطنة التركية للأبد .!
التساؤل الحائر ماذا لو ظلت الدولة العثمانية قوية وقبل ذلك لو ظلت الأندلس في يد العرب ولو ظل محمد علي قويا دون تصدي الغرب لتطلعاته ماذا سيكون عليه الحال في العالم أجمع ؟!
المؤكد أن الغرب دائم التربص بكل ما هو قوي إذا ما تعلق الأمر بظهور كيان قوي له صلة بالإسلام وبالعالم العربي.
بعد سقوط الخلافة العثمانية كتب أمير الشعراء أحمد شوقي قصيدة مؤثرة وقد رثا الدولة العثمانية والخلافة الإسلامية بأبيات من الشعر قال فيها:
ضجت عليك مآذن ومنابر………….. وبكت عليك ممالك ونواح
الهند والهة ومصر حزينة …………. تبكي عليك بمدمع سحَّاح
والشام تسأل والعراق وفارس ………. أمحا من الأرض الخلافة ماح؟!
حديث شوقي عن الدولة العثمانية وليد العاطفة لجذوره التركية ولقربه من نظام الحكم في ذلك الوقت وقد نال مصر الكثير من شرور العثمانيين خلال فترة احتلال مصر، وكانت نهاية الدولة العثمانية نهاية حتمية لأجل هذا لم يبكيها أحد من منطلق تاريخها مع مصر الذي يؤكد أن الدولة العثمانية كانت دولة جائرة، وقد توالى نهجها مؤخرا في ظل سعى الرئيس التركي أردوغان المحموم ليكون نظام حكمه امتدادا لتغول الدولة العثمانية .!