خلال المؤتمر العام لـ “المحامين العرب” بتونس: عاشور: غياب الوعي بأهمية التكامل الاقتصادي العربي والاستسلام لمخططات العدو أبرز المحن
في عام واحد دخل الخزانة الأمريكية تريليون دولار من العرب نصفها كان كافيا لإحداث تنمية كبرى
لن نتخلى عن ثوابت الاتحاد الداعمة لفلسطين ووحدتها والرافضة للتطبيع مع إسرائيل
الإرهاب أدخل إلى سيناء لإشغال مصر عن أداء دورها في المنطقة العربية وإلهائها بقضايا مكافحة الإرهاب
لماذا لم نر حشدا عربيا وعالميا من أجل منع السلطات الإسرائيلية من تقسيم فلسطين وتهويد القدس؟
لا مصلحة لاتحاد المحامين العرب في مهادنة أحد.. وعلى الجميع التمسك بالوحدة في مواجهة العدو الحقيقي للأمة العربية
كتب: سعد البحيري
قال سامح عاشور، نقيب المحامين، رئيس اتحاد المحامين العرب، إن النشيد الوطني التونسي يتضمن الكثير من القيم العليا، التي فقدت في هذا الزمن الردئ، منها عبارتا “نموت نمون ويحيا الوطن”، و”إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر”.
وتساءل عاشور، خلال كلمته بافتتاح أعمال المؤتمر العام الرابع والعشرين لاتحاد المحامين العرب في الجمهورية التونسية، اليوم السبت، تحت شعار “المحاماة وقضايا الأمة تحقيقا للعدالة”، والذي سبقه افتتاح أعمال المكتب الدائم أمس، “متى نموت من أجل أن يحيا الوطن، ومتى نغير ويستجيب القدر لإرادة التغيير؟”، مشيدا بالمزج بين الشعر المصري والتونسي لشاعرين عظيمين.
وأضاف: “المعاني الكبيرة التي تضمنها النشيد تجعلنا نستدعي المحن التي نعيشها الآن، ومنها عدم الوعي بأهمية التحالف والتكامل الاقتصادي العربي، ونسى العرب أنهم يملكون موارد عظيمة سياحيا، وصناعيا، وتجاريا، وغيرها، ورغم ذلك نودع أموالنا في البنوك الأمريكية والأوروبية، لندعمهم بها.
وأشار عاشور إلى أنه في سنة واحدة، دخل الخزانة الأمريكية تريليون دولا من العرب، نصفها كان كافيا لسداد كل ديون الدول العربية، والنصف الآخر كان كافيا لإحداث أكبر تنمية، متسائلا: “ماذا يحدث، وكيف تدفع أموالنا لأعدائنا؟، أليست هذه محنة تحتاج إلى أن نستفيق ونتحدث عن ضرورة عودة الوعي العربي بمصالحنا؟”.
وعن المحنة الثانية، أوضح أنها تتمثل في الاستسلام لما يخطط له العدو، واستسلام الأنظمة العربية لصفقة القرن الأمريكية الصهيونية، ويتحدثون اليوم عن تدبير الموارد المالية لتنفيذها، والتي سندفعها نحن العرب، فلن تدفع أمريكيا وإسرائيل مليما واحدا، مردفا: “عندما ينجح العدو في تفتيت الأمة العربية، فيضرب ليبيا لتنقسم، ويضرب السودان لكي يفصل شماله عن جنوبه، وشرقه عن غربه، ويضرب العراق وسوريا لكي يهدمهما، يرفع العالم شعار الديمقراطية والحرية للتغطية على أكبر عملية تدمير للمنطقة العربية”.
وأكد عاشور أنه لا يقبل بالتفريط في سوريا لمصلحة إسرائيل، والولايات المتحدة الأمريكية، وداعش، والحرب الدائرة أدت لتهجير أكثر من 10 ملابين سوري، متسائلا: “هل هذا لمصلحة الديمقراطية، أو حقوق الإنسان؟”.
وشدد على أنه لا يدافع عن الرئيس والحكومة السورية، وإنما يدافع عن الوطن، وعن عرضه وشرفه في سوريا، مستطردا: “ما ارتكبته الحكومة السورية من أخطاء لا يعادل 1 من 10 مما ترتكبه إسرائيل في فلسطين العربية، متسائلا: لماذا لم نر حشدا عربيا وعالميا من أجل منع السلطات الإسرائيلية من تقسيم فلسطين، وهدم منازل الفلسطينيين، وتهويد القدس والاستحواذ عليها، كي تصبح عاصمة لإسرائيل بدلا من فلسطين؟”.
وذكر عاشور أن الإرهاب أدخل إلى سيناء لإشغال مصر عن أداء دورها في المنطقة العربية، وإلهائها بقضايا مكافحة الإرهاب، وتدمير السياحة، وترويع الشعب المصري، مكملا: “كل تلك مخططات ضد الأمة العربية، وقيادات داعش لم يولدوا في الدول العربية، وإنما نشأوا في أوروبا، ورأينا من قتل المصلين في نيوزيلندا أمس، وبثها مباشرة، هل هو مسلم ؟”.
وصرح رئيس اتحاد المحامين العرب بأن الأمة العربية تعاقب حتى الدول الممارسة للديمقراطية، ونرى محاصرة ومعاقبة تونس لإملاء السياسية الأوروبية عليها، ويجب أن نقاوم مقاومة حقيقية، وندافع عن مصالح الأمة، موجها التحية للشعب الجزائري على حراكه السلمي من أجل التغيير.
وجدد عاشور تأكيده ثوابت الاتحاد، المتمثلة في أن كل فلسطين عربية، وعاصمتها القدس الشريف، لا غربية ولا شرقية، إضافة لرفض جميع الاتفاقيات مع العدو الصهيوني، مثل كامب ديفيد، وأوسلو، ومدريد، والمطالبة بإسقاطها، وكذلك رفض جميع محاولات التطبيع مع إسرائيل، مضيفا: “لن نتخلى عن تلك الثوابت، وعن دعم وحدة الشعب الفلسطيني ودولته”.
وفي نهاية كلمته، شدد رئيس اتحاد المحامين العرب على أن الاتحاد لا يخاف من أي حاكم، وليس لديه مصلحة في مهادنة أحد، مناشدا الجميع التمسك بالوحدة في مواجهة العدو الحقيقي للأمة العربية، المتمثل في أمريكا وإسرائيل.
يشار إلى أن أعمال المؤتمر تعقد خلال الفترة من 15 إلى 17 مارس الحالى، بمشاركة ما يقرب من 1500 محام عربي.