حقيقة المحاماة ودور المحامين في تحقيق العدالة

بقلم : تامر حسن أمين- المحامي بالنقض وباحث دكتوراه القانون

كم سيعاني القضاة لو تركوا وجها لوجه مع المتقاضين وأصحاب الدعاوي؟ أي مشقة وأي عنت سوف يلاقونه في ذلك؟

المحامي يا سادة هو كفة الميزان الأخرى التي لن تستقيم العدالة بدونها ، فلو علم ‏من يسأل عن دور المحامي وأهميته في تحقيق العدالة ما يقوم به المحامى من جهد ومعاناة في سبيل عمله لوقف احتراما واجلالا لهذا الجهد وهذا العمل الشاق و أقول له لتعرف ذلك يكفيك أن تستمع إلى صاحب القضية ‏وهو يعرض قضيتيه علي محاميه في مكتبه ‏ثم يستمع إلى نفس القضية بعد ذلك من المحامي في ساحة المحكمة وهو يعرضها ويناقش وجهات النظر فيها.

أي عمل شاق قام به المحامي في هذه الفترة في بحث قضيته وفهم ما قاله صاحب القضية ، وتنبأ بما سكت عنه ، ‏واستخلاص المهم ونبذ التافه ‏وضعيف الحجة، واعدادها في قالب قانوني وتكييفها قانونًا، وأعداد الحجج القانونية ‏والأسانيد الشرعية، ‏ثم شرح الأسباب والدوافع ‏وايضاح النقاط الهامة ليعرضها على المحكمة مبسطه ميسرة مستساغة ليسهل على القاضي البحث توصلا لاصدار حكمه العادل وهى غاية المحامى والقاضي والعدالة ، ‏فلم تكن أبدا المحاماه هي مهنة قلب الحقائق أو القدرة على تغيير الوقائع والباس الحق بالباطل.

ولكن ‏الصدق هو أساس المحاماه وحليتها، فكلما كان المحامي صادق اللهجة شريف النزعة كان أثره في المحاماه محمودا ونجاحه مضمونا ، ‏فلا ينبغي للمحامي أن يؤجر ذمته لموكله ، بل ‏إن المحاماه الحقيقية وسيلة لإعانة اصحاب الحقوق للحصول على حقوقهم بل هي وسيلة لإسعاد الخلق وتحقيق العدالة ، ‏ونشر السلام فليس ‏أجمل ولا أبهي من الحق والعدل.

زر الذهاب إلى الأعلى