تسجيل الأحاديث الشخصية في القانون

بقلم: أشرف الزهوي المحامي

في ظل التقدم التكنولوجي، والتقنية التي تتمتع بها الهواتف النقالة، أصبح من السهل، تسجيل الأحاديث الشخصية بل وبث الفيديوهات مباشرة بالصوت والصورة بطريقة بسيطة ومتاحة للجميع. فماذا عن موقف القانون من تسجيل الأحاديث الشخصية من شخص لشخص آخر. حرية الأحاديث الشخصية هي فرع من حرمة الحياة الخاصة، التي تعتبر من الحقوق الشخصية، وهي من الحقوق التي يحميها القانون. إذا افترضنا وجود شخصين على الأقل في لقاء بينهما، فإن من البديهي أن يتبادلا الحديث، فماذا لو قام أحدهما بتسجيل الحوار الذي دار بينهما. تنص المادة ٣٠٩ مكرر من قانون العقوبات على أنه ” يعاقب بالحبس مدة لاتزيد عن سنة، كل من اعتدى على حرمة الحياة الخاصة للمواطن، وذلك بأن ارتكب احد الأفعال الاتية، في غير الأحوال المصرح بها قانونا، أو بغير رضا المجني عليه: استرق السمع أو سجل أو نقل عن طريق جهاز من الأجهزة أيا كان نوعه محادثات جرت في مكان خاص أو عن طريق التليفون. فإذا صدرت الأفعال المشار إليها أثناء اجتماع على مسمع ومرأي من الحاضرين في ذلك الاجتماع، فإن رضاء هؤلاء يكون مفترضا، ويعاقب بالحبس الموظف العام الذي يرتكب احد الأفعال المبينة بهذه المادة، اعتمادا على سلطة وظيفته، ويحكم في جميع الأحوال بمصادرة الأجهزة وغيرها مما يكون قد استخدم في الجريمة، كما يحكم بمحو التسجيلات المحصلة عنها،او اعدامها. وتعد جريمة الحصول على حديث خاص، من جرائم الفاعل المطلق، إذ لم يشترط المشرع وجود صفة معينة في فاعل الجريمة، فقد يكون فردا عاديا وقد يكون موظفا عاما. تنص المادة ٣٠٩ مكرر(أ) : على أن يعاقب بالحبس كل من اذاع أو سهل إذاعة أو استعمل ولو في غير العلانية تسجيلا أو مستندات متحصلا عليها بإحدى الطرق المبينة بالمادة السابقة أو كان ذلك بغير رضاء صاحب الشأن. ولايستلزم القانون شكوى لتحريك الدعوى العمومية عن جريمة الحصول علي حديث خاص، ومن ثمّ تملك النيابة العامة سلطة تحريك الدعوى مباشرة دون حاجة إلى شكوى المجني عليه.

يتوقف عدم شرعية استماع أو تسجيل الأحاديث الشخصية على عدم رضاء صاحب الشأن بهذا الاستماع والتسجيل. إذا كان ذلك برضاء صاحب الشأن صراحة أو ضمنا، فإن ذلك يمحو عن الأحاديث الشخصية خصوصيتها ويزيل سريتها، ويرفع بالتالي عنها الحماية التي قررها القانون، والرضاء الضمني عندما يعلم المتحدث أن كلامه يجري تسجيله دون استئذانه، ولكنه يمضي في الحديث غير عابئ بذلك أو يتحدث مع زميله في مكان خاص بصوت مسموع في المكان العام المجاور له. يلاحظ أن رضا الشخص في الماضي بالاستماع إلى حديثه الشخصي، وفي وقت معين، لايعني رضاءه النهائي الدائم بالاستماع إلى جميع أحاديثه الشخصية المستقبلية.

زر الذهاب إلى الأعلى